الأنصار السمرة فأجابوا لبيك لبيك قال فيذهب الرجل ليثنى بعيره فلا يقدر على ذلك فيأخذ درعه فيقذفها في عنقه ويأخذ سيفه وترسه ويقتحم عن بعيره ويخلى سبيله ويؤم الصوت حتى ينتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا اجتمع إليه منهم مائة استقبلوا الناس فاقتتلوا فكانت الدعوى أول ما كانت يا للأنصار ثم خلصت أخيرا يا للخزرج وكانوا صبرا عند الحرب فأشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركائبه فنظر إلى مجتلد القوم وهم يجتلدون فقال الآن حمى الوطيس. وزاد غيره أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب وفى صحيح مسلم ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بها وجوه الكفار ثم قال انهزموا ورب محمد، ثم قال فما هو إلا أن رماهم فما زلت أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرا. ومن رواية أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب الأرض ثم استقبل بها وجوههم فقال شاهت الوجوه فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملا عينيه ترابا بتلك القبضة فولوا مدبرين.
قال ابن إسحاق: وحدثني إسحاق بن يسار أنه حدث عن جبير بن مطعم قال لقد رأيت قبل هزيمة القوم والناس يقتتلون مثل البجاد (1) الأسود أقبل من السماء حتى سقط بيننا و بين القوم فنظرت فإذا نمل أسود مبثوث قد ملا الوادي لم أشك أنها الملائكة ولم يكن إلا هزيمة القوم. قال ابن إسحاق ولما انهزمت هوازن استحر (2) القتل من ثقيف في بنى مالك فقتل منهم سبعون رجلا. ولما انهزم المشركون أتوا الطائف ومعهم مالك بن عوف وعسكر بعضهم بأوطاس وتوجه بعضهم نحو نخلة، وبعث