رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثار من توجه قبل أوطاس أبا عمر الأشعري فأدرك من الناس بعض من انهزم فناوشوه القتال فرمى بسهم فقتل فأخذ الراية أبو موسى الأشعري وهو ابن عمه فقاتلهم ففتح الله عليه وهزمهم الله فيزعمون أن سلمة بن دريد هو الذي رمى أبا عامر فقتله. وقال ابن سعد قتل أبو عامر منهم تسعة مبارزة ثم برز العاشر معلما بعمامة صفراء فضرب أبا عامر فقتله، واستخلف أبو عامر أبا موسى الأشعري فقاتلهم حتى فتح الله عليه وقتل أبى عامر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لأبي عامر واجعله من أعلى أمتي في الجنة ودعا لأبي موسى أيضا، وقتل من المسلمين أيمن بن عبيد هو ابن أم أيمن وسراقة بن الحارث ورقيم بن ثعلبة بن زيد بن لوذان - وعند ابن إسحاق يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد - جمع به فرس يقال له الجماح (1) فقتل. واستحر القتل في بنى نصر بن معاوية ثم في بنى رئاب فذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم أجبر مصيبتهم. ووقف مالك بن عوف على ثنية من الثنايا حتى مضى ضعفاء أصحابه وتتام آخر هم ثم هرب فتحصن في قصر يليه ويقال دخل حصن ثقيف.
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسبي والغنائم تجمع فجمع ذلك كله وحذروه إلى الجعرانة فوقف بها إلى أن انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف وهم في حظائر لهم يستظلون بها من الشمس. وكان السبى ستة آلاف رأس والإبل أربعة وعشرون ألفا والغنم أكثر من أربعين ألف شاة وأربعة آلاف أوقية فضة فاستأنى (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسبي أن يقدم عليه وفدهم وبدأ بالأموال فقسمها وأعطى المؤلفة قلوبهم أول الناس فأعطى أبا سفيان بن حرب أربعين أوقية ومائة من الإبل قال ابني يزيد قال اعطوه أربعين أوقية ومائة من