فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه فاتبعوه فبينما هو كذلك إذ أهوى إليه علي بن أبي طالب ورجل من الأنصار يريدانه قال فيأتي على من خلفه فيضرب عرقوبي الجمل فوقع على عجزه ووثب الأنصاري على الرجل فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه فانجعف (1) عن رحله قال واجتلد الناس فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى مكتفين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن إسحاق فلما انهزم الناس يعنى المسلمين ورأى من كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جفاة أهل مكة الهزيمة تكلم رجال منهم بما في أنفسهم من الضغن فقال أبو سفيان بن حرب لا تنتهي هزيمتهم دون البحر وإن الأزلام لمعه في كنانته وصرخ جبلة بن الحنبل - وصوبه ابن هشام كلدة - ألابطل السحر اليوم فقال له صفوان أخوه لامه وكان بعد مشركا اسكت فض الله فاك فوالله لئن يربنى (2) رجل من قريش أحب إلى من أن يربنى رجل من هوازن.
وروينا عن ابن سعد قال أنا محمد بن عمر ثنا عمر بن عثمان المخزومي عن عبد الملك بن عبيد قال محمد بن عمرو حدثنا خالد بن الياس عن منصور بن عبد الرحمن الحجبي عن أبيه عن أمه (3) وغيرها قالوا كان شيبة بن عثمان رجلا صالحا له فضل وكان يحدث عن إسلامه وما أراد الله به من الخير ويقول ما رأيت أعجب مما كنا فيه من لزوم ما مضى عليه آباؤنا من الضلالات. ثم يقول لما كان عام الفتح ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عنوة قلت أسير مع قريش إلى