قال كان فيما احتج به عمر رضي الله عنه أنه قال كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث صفايا بنو النضير وخيبر وفدك. فأما بنو النضير فكانت حبسا لنوائبه وأما فدك فكانت حبسا لأبناء السبيل وأما خيبر فجزأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أجزاء جزءين بين المسلمين وجزءا نفقة لأهله وما فضل عن نفقة أهله جعله بين فقراء المهاجرين. وأما حديث بشير بن يسار فبشير بن يسار تابعي ثقة يروى عن أنس بن مالك وغيره، يروى عنه هذا الخبر يحيى بن سعيد ويختلف عليه فيه فبعض أصحاب يحيى يقول فيه عن بشير عن سهل بن أبي حثمة وبعضهم يقول إنه سمع نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبعضهم يقول عن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من يرسله. وروينا من طريق أبى داود فثنا حسين بن علي الأسود أن يحيى بن آدم حدثهم عن أبي شهاب عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار أنه سمع نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا فذكر الحديث قال فكان النصف سهام المسلمين وسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعزل النصف للمسلمين ما ينوبه من الأمور والنوائب. ورواية محمد ابن فضيل عن يحيى عنه عن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على خيبر قسمها على ستة وثلاثين سهما جمع كل سهم مائة سهم فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين النصف من ذلك وعزل النصف الباقي لمن ينزل به من الوفود والأمور ونوائب الناس. فهذه الرواية والتي قبلها مصرحة بأن النصف للنبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين المقسوم عليهم والنصف الباقي هو المؤخر لنوائب المسلمين وأصرح منهما رواية سليمان بن بلال عن يحيى عن بشير المرسلة أنه عليه السلام قسمها ستة وثلاثين سهما فعزل للمسلمين الشطر ثمانية عشر سهما يجمع كل سهم مائة سهم النبي صلى
(١٤٦)