كان، وحكم (1) الحكمان ما حكما، ورجع (1) أهل الشام إلى الشام وأهل العراق إلى العراق، واستقر علي بن أبي طالب بالكوفة. وجاء معاوية برجل يقال له الضحاك بن قيس الفهري، وهو صاحب شرطة معاوية، فضم إليه خيلا عظيمة من خيل أهل الشام، ووجه به نحو أهل العراق وأمره أن يأخذ على طريق السماوة (2) من بلاد بني كلب بن وبرة حتى ينقض على الكوفة وسوادها فيغير على ما قدر عليه (3).
قال: فأقبل الضحاك في خيل أهل الشام حتى نزل الثعلبية (4)، ثم صار منها إلى القطقطانة (5)، وبلغ ذلك عليا رضي الله عنه، فدعا برجل من أصحابه يقال له حجر بن عدي الكندي، فضم إليه ألف فارس (6) وأمره بالمسير إلى الضحاك (بن قيس). فسار حجر بن عدي يريد الضحاك، والضحاك في وقته ذلك قد أغار على البلاد وقتل رجلا من خيار أصحاب علي (رضي الله عنه) يقال له عمرو بن مسعود العلائي (7) وقد كان مقيما بالثعلبية (8)، فقتله الضحاك بن قيس، فلما بلغه أن حجر بن عدي - قد توجه إلى ما قبله أقبل على أصحابه، فقال: إنكم قد قتلتم رئيسا وقد نزلتم قريبا من بلادهم وديارهم، فارتحلوا عنهم، فإن تبعوكم وأصبتم منه عشرة فذاك الذي تريدون، وإن تكن الأخرى ولم يتبعوكم رجعتم إلى بلادكم سالمين.