كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٤ - الصفحة ٢٩٩
وبيني وبينه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمهاجرون والأنصار واضعو سيوفهم (1) على عواتقهم لا يريدون إلا الله تبارك وتعالى، أما والله لو كتب إلى أمير المؤمنين يأذن لي فيه لوجدني ابن آكلة الأكباد بحيث يسوؤه.
قال: وبلغ عليا ما كتب به معاوية إلى زياد، فكتب إليه علي رضي الله عنه:
أما بعد فإني وليتك ما أنت فيه، وأنا أراك له أهلا، وإنك لن تضبط ما أنت فيه إلا بالصبر، فاستعن بالله وتوكل عليه وكن من خديعة معاوية على حذر - والسلام -.
قال: وكان هذا في حياة علي، فلما كان بعد ذلك وصار الأمر إلى معاوية وبايعه الحسن واستوى له الأمر كان أحب أن يدعي زيادا لما قد علم بما عنده من الحزم والعزم، وجعل يكاتبه، فلما ادعاه (2) اتصل ذلك بالحارث بن حكم وهو أخو مروان بن الحكم، قال: أما والله ما ادعى معاوية زيادا إلا ليتكثر به على بني العاص بن أمية، لأنه إنما خاف من شغب مروان عليه في الخلافة، وأما أنا فإنه يخاف مني.
قال: وبلغ ذلك معاوية فكتب إلى مروان بن الحكم وهو عامله على المدينة:
أما بعد فقد بلغني قول أخيك الحارث بن الحكم إني خفت من شغبك علي في الخلافة، وأيم الله لقد وددت أنك أحق بهذا الأمر مني فسلمته إليك، وأيم الله

(١) العبارة في الأخبار الطوال ص ٢١٩: في تسعين ألف مدجج من شيعته أما والله لئن رامني ليجدني ضرابا بالسيف.
والعبارة في تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢١٨: واضعي قبائع سيوفهم تحت أذقانهم لا يلتفت أحدهم حتى يموت، أما والله لئن وصل إلي ليجدني أحمز، ضرابا بالسيف.
(٢) في مروج الذهب ٣ / ٧ وكان ذلك سنة ٤٤ حيث " شهد عنده زياد بن أسماء الحرمازي ومالك بن ربيعة السلولي ومنذر بن الزبير بن العوام أن أبا سفيان أخبر أنه ابنه، وأن أبا سفيان قال لعلي عليه السلام حين ذكر زياد عند عمر بن الخطاب:
أما والله لو لا خوف شخص * يراني يا علي من الأعادي لبين أمره صخر بن حرب * ولم يكن المجمجم عن زياد ولكني أخاف صروف كف * لها نقم ونفي عن بلادي فقد طالت محاولتي ثقيفا * وتركي فيهم ثمر الفؤاد وشهادة أبي مريم السلولي، وكان أخبر الناس ببدء الأمر وذلك أنه جمع بين أبي سفيان وسمية أم زياد في الجاهلية على زنا. وكانت سمية من ذوي الرايات بالطائف تؤد الضريبة إلى الحارث بن كلدة.
وانظر تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢١٨ - ٢١٩ والأخبار الطوال ص ٢١٩ والعقد الفريد 5 / 5 - 6.
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»
الفهرست