المائة من خصائصه صلى الله عليه وسلم: وجوب حب أهل بيته روى البخاري (1) في كتاب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مناقب الحسن والحسين من طريق شعبة عن واقد بن محمد، سمعت أبي يحدث عن ابن عمر
(١) (فتح الباري): ٧ / ١١٩، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم باب مناقب الحسن والحسين - رضي الله تبارك وتعالى عنهما، حديث رقم (٣٧٥١).
قوله " مناقب الحسن والحسين "، كأنه جمعهما لنا وقع لهما من الاشتراك في كثير من المناقب، وكان مولد الحسن في رمضان سنة ثلاث من الجهرة عند الأكثر، وقيل بعد ذلك، ومات بالمدينة مسموما سنة خمسين، ويقال قبلها، ويقال بعدها. وكان مولد الحسين في شعبان سنة أربع في قول الأكثر وقتليوم عاشوراء سنة إحدى وستين بكربلاء من أرض العراق، وكان أهل الكوفة لما مات معاوية واستخلف يزيد كاتبوا الحسين بأنهم في طاعته، فخرج الحسين إليهم، قبله عبيد الله بن زياد إلى الكوفة، فخذل الناس عنه فتأخروا رغبة ورهبة، وقتل ابن عمه مسلم بن عقيل، وكان الحسين قد قدمه قبله ليبايع له الناس، ثم جهز إليه عسكرا فقاتلوه إلى أن قتل هو وجماعة من أهل بيته، والقصة مشهورة فلا نطيل بشرحتها.
فقد روى الترمذي وابن حبان - من طريق هانئ بن هانئ - عن علي قال: الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الرأس إلى الصدر، والحسين أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك ووقع في رواية عبد الأعلى عن معمر عند الإسماعيلي في رواية الزهري هذه، وكان أشبههم وجها بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهو يؤيد حديث على هذا والله أعلم، والذين يشبهون بالنبي صلى الله عليه وسلم غير الحسن والحسين: جعفر بن أبي طالب وابنه عبد الله بن جعفر، وقثم بالقاف ابن العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، ومسلم بن أبي طالب، ومن غير بني هاشم:
السائب بن يزيد المطلبي الجد الأعلى للإمام الشافعي، وعبد الله بن عامر بن كريز العبشمي، وكابس بن ربيعة بن عدي، فهؤلاء عشرة نظم منهم أبو الفتح بن سيد الناس خمسة، وأنشدنا محمد بن الحسن المقري عنه.
بخمسة أشبهوا المختار من مضر * يا حسن ما خولوا من شبهه الحسن بجعفر وابن عم المصطفى قثم * وسائب وأبي سفيان والحسن وزادهم شيخنا أبو الفضل بن الحسين الحافظ اثنين، وهما الحسين وعبد الله بن عامر بن كريز، ونظم ذلك في بيتين وأنشدناهما وهما:
وسبعة شبهوا بالمصطفى فما * لهم بذلك قدر قد زكا ونما سبطا النبي أبو سفيان سائبهم * وجعفر وابنه ذو الجود مع قثما وزاد فيهم بعض أصحابنا ثامنا وهو عبد الله بن جعفر، ونظم ذلك في بيتين أيضا، وقد زدت فيهما مسلم بن عقيل، وكابس بن ربيعة، فصاروا عشرة، ونظمت ذلك في بيتين وهما:
شبه النبي لعشر سائب وأبي * سفيان والحسنين الطاهرين هما وجعفر وابنه ثم ابن عامر هم * ومسلم كابس يتلوه مع قثما وقد وجدت بعد ذلك أن فاطمة ابنته عليها السلام كانت تشبهه.