وأما عدم شيب موضع يد الرسول صلى الله عليه و سلم من رأس محمد بن أنس (1)
(1) هو محمد بن أنس بن فضالة بن عبيد بن يزيد بن قيس بن ضبيعة بن الأصرم بن جحجي بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ذكره في الصحابة، وقال: قال لي يحيى بن موسى، عن يعقوب بن محمد، أنبأنا إدريس بن محمد بن يونس بن محمد ابن أنس الظفري، حدثني جدي عن أبيه، قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن أسبوعين، فأتي بي إليه، فمسح برأسي، وحج بي حجة الوداع، وأنا ابن عشر سنين، وقال: دعا لي بالبركة، وقال: سموه باسمي، ولا تكنوه بكنيتي. وقال يونس: ولقد عمر أبي حتى شاب كل شئ فيه، ومات وما شاب موضع يد النبي صلى الله عليه وسلم من رأسه. وكذا أخرجه مطين، عن أبي أمية الطرسوسي، وعن يعقوب بن محمد - هو الزهري به. واختصره ابن أبي حاتم، فقال: محمد ابن أنس بن فضالة، قال: السكن مطولا من وجه أخر، عن يعقوب بن محمد بهذا السند، لكن قال: ممد بن فضالة، فنسب محمد إلى جده. قال ابن شاهين: سمعت عبد الله بن سليمان بن الأشعث يقول: محمد بن أنس بن فضالة، هو الذي كان تصدق النبي صلى الله عليه وسلم بماله وابن منده، من طريق سفيان بن حمزة، عن عمرو بن أبي فروة، عن مشيخة أهل بيته، قال: قتل أنس بن فضالة يوم أحد، فأتي النبي صلى الله عليه وسلمبمحمد بن أنس بن فضالة فتصدق عليه بعتق لا يباع ولا يوهب.
قال ابن منده: لا يروي إلا بهذا الإسناد محمد بن فضالة عن أبيه - وكان أبوه ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم هو وجده: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم في بني ظفر. ووصله البغوي عن أبي كامل، وهو فضيل بن حسين، والصلت بن مسعود كلاهما عن فضيل بن سليمان بهذا، وزاد فجلس على صخرة ومعه ابن مسعود ومعاذ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قارئا فقرأ، حتى إذا بلغ: (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) بكى بكر حتى اضطرب لحياه، وقال: رب على هؤلاء شهدت، فكيف بمن لم أره. وهكذا أخرجه ابن شاهين عن البغوي، وقال: قال البغوي: لا أعلم روى محمد بن فضالة غير هذا الحديث. وفرق البغوي وابن شاهين وابن قانع وغيرهم بين محمد بن أنس بن فضالة، وبين محمد بن فضالة، والراجح أنهما واحد: لكن قال ابن شاهين أنس ابن فضالة شهد فتح مكة والمشاهد بعدها. والله - تبارك وتعالى - أعلم. (الإصابة): 6 / 4 - 5، ترجمة رقم (7762)، (الإستيعاب): 3 / 365، ترجمة رقم (317).