وأما شفاء سعد بن أبي وقاص رضي الله تبارك وتعالى عنه وإتمام الله تعالى هجرته بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ووقوع ما أشار به صلى الله عليه وسلم فخرج البخاري من حديث الجعيد، عن عائشة بنت سعد أن أباها قال:
تشكيت بمكة شكوى شديدة، فجاءني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني، فقلت: يا نبي الله إني أترك مالا، وإني لا أترك إلا ابنة واحدة، وأوصي بثلثي مالي، وأترك الثلث؟
قال: لا، فقلت: فأوصي بالثلث وأترك لها الثلثين؟ قال: الثلث، والثلث كثير، ثم وضع يده على جبهتي، ثم مسح وجهي وبطني، ثم قال: الله اشف سعدا وأتمم له هجرته، فما زلت أجد برد يده على كبدي فيما يخيل إلي حتى الساعة.
ذكره في كتاب المرضى، وترجم عليه باب وضع اليد (1) على المريض.
وخرجه النسائي (2) بهذا الإسناد بمعناه، قال: وصح وجهي وصدري وبطني، وقال: فما زلت أجد أحد برد يده على كبدي حتى الساعة.
وخرجه مسلم من حديث الثقفي، عن أيوب السختياني، عن عمرو بن سعيد، عن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن ثلاثة من ولد سعد كلهم يحدث، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على سعد يعوده بمكة، فبكى، فقال: ما يبكيك؟
فقال: خشيت أن أموت بالأرض التي هاجرت منها كما مات سعد بن خولة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اشف سعدا - ثلاث مرات، فقال: يا رسول الله إن لي مالا كثيرا، وإنما ترثني أفأوصي بمالي كله؟ قال: لا، قال: فبالثلثين؟ قال: لا،