لم تغن بالأمس) (١)، (وما كان الله ليهلكها إلا بذنوب أهلها)، ثم إن الحسن ابن الحيان حدثنا قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد القاسم بن نافع ابن أبي برة قال: قرأت القرآن على عكرمة بن سليمان أنه قرأ على شبل بن عباد، وإسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، وأنهما أخبراه أنهما قرءا على عبد الله بن كثير، وأن عبد الله بن كثير أخبره أنه قرأ على مجاهد [وأن مجاهد] (٢) أخبره أنه قرأ على عبد الله بن عياش، وأن ابن عياش قرأ القرآن على أبي بن كعب، فقرأه ابن كثير بهذا الإسناد عن أبي بن كعب: ﴿حصيدا كأن لم تغن بالأمس﴾ (1)، (كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون) (3)، فهذا الإسناد يبطل الإسناد الضعيف الذي نقل به عن أبي.
وحدثنا حسن بن الحباب، حدثنا محمد بن عبد الحكم، حدثنا الشافعي قال:
قرأت على ابن قسطنطين، وأخبرني ابن قسطنطين أنه قرأ على ابن شبل بن عباد، وأخبر شبل بن عباد أنه قرأ على عبد الله بن كثير، وأخبر ابن كثير أنه قرأ على مجاهد، وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عياش، وأخبر ابن عياش أنه قرأ على أبي بن كعب، وقرأ أبي بن كعب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فهذا السند الذي نقلته أهل العدالة والصيانة، ما يثبت ما عليه الجماعة في البناء على مصحف عثمان، ويوجب على من خالفه خلاف الرسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن هذا السند متصل بالرسول، ولذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر لم يؤخذ بحديث يخالفه.
وحدثنا الحسن بن الحباب، حدثنا الطيب بن إسماعيل المقرئ، حدثنا يحيى ابن المبارك اليزيدي قال: قرأت القرآن على أبي عمرو بن العلاء، وقرأ أبو عمرو على مجاهد، وقرأ مجاهد على ابن عياش، وقرأ ابن عياش على أبي بن كعب، وقرأ أبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فتصحيح هذا الخبر قراءة العامة كتصحيح الخبر الذي قبله، وكلاهما يوجب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقرأ: (وما كان الله ليهلكها إلا بذنوب أهلها)، فمن جحد أن هذه الزيادة أنزلها الله تعالى على نبيه فليس بكافر ولا آثم.