وأما تقرير نسخ الملة المحمدية لسائر الملل فإنا نقول: أكبر خصومنا في ذلك اليهود، فلنجعل كلامنا معهم فنقول: إن من أعظم تلاعب الشيطان باليهود إصرارهم على الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم، وحجرهم على الله تعالى في نسخ الشرائع، فحجروا عليه سبحانه أن يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وجعلوا هذه الشبهة الشيطانية ترأسا لهم في جحد نبوته صلى الله عليه وسلم وقرروا ذلك أن النسخ يستلزم البداء (1)، وذلك يقتضي الجهل بعواقب الأمور، وهو على الله تعالى محال، ورد بمنع لزوم البداء من النسخ، وإنما هو بحسب اختلاف مصالح الخلق متعلقا ذلك كله بالعلم الأزلي - كما يأتي تقريره -.
(١٥١)