[فصل في ذكر أخذ
القرآن ورؤية
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقلوب حتى دخل كثير من العقلاء في الإسلام في أول ملاقاتهم له] خرج
أبو نعيم من حديث محمد بن
عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا منجاب ابن الحرث، أخبرنا علي بن مسهر، عن الأجلح عن الذيال بن حرملة، عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنه قال: اجتمعت قريش يوما فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فليأت هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلمه فلينظر ماذا يرد عليه، فقالوا: ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة، فقالوا: أنت يا أبا الوليد، فأتاه عتبة فقال: يا محمد! أنت خير أم عبد الله؟ فسكت، ثم قال: أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت [
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: أنت خير أم هاشم؟ فسكت
رسول الله صلى الله عليه وسلم] (١) فقال: وإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك، فقد عبدوا الآلهة التي عبتها. وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك، ما رأينا سخلة قط أشأم على قومه منك، فرقت جماعتنا، وشتت أمرنا، وفضحتنا في العرب، حتى طار في العرب أن في قريش ساحرا، وأن في قريش كاهنا، والله ما ننتظر إلا مثل صيحة
الحبلى، أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى [نتفانى] (٢)، أيها الرجل! إن كان إنما بك الباءة (٣) فاختر أي نساء قريش فلنزوجك عشرا، وإن كان إنما بك
الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: فرغت؟ قال، نعم، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
﴿حم * تنزيل من الرحمن الرحيم * كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون * بشيرا ونذيرا﴾ (4)، حتى قرأ: (فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود)، فقال عتبة: حسبك حسبك، ما عندك غير هذا؟ قال: لا، فرجع إلى قريش فقالوا: ما وراءك؟ فقال: ما تركت شيئا أرى