فدخل يقرأ: [إقرأ: باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق] (1)، فلما بلغ شأن أبي جهل: [كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى] (2)، قال إنسان لأبي جهل: هذا محمد، فقال [أبو جهل]: ما ترون ما أرى؟ والله لقد سد أفق السماء علي، فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم آخر السورة سجد (3).
ومن حديث محمد بن عثمان عن أبي شيبة قال: حدثنا ضرار بن صرد، حدثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يذكر عن نعيم بن أبي هند عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو جهل: أيعفر محمد وجهه بين أظهركم؟
قالوا: نعم، قال: والله لئن رأيته يفعل لأطأن رقبته، ولأعفرن وجهه في التراب.
فأتاه وهو يصلي ليطأ على رقبته، فما علم به إلا وهو ينكص على عقبيه ويرجع إلى خلفه ويتقي بيده، فقيل له: مالك؟ قال: رأيت بيني وبينه خندقا من نار وهولا، ورأيت ملائكة ذوي أجنحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا، وأنزل الله تعالى: [كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى] (4)، إلى قوله: [إن كذب وتولى] (5) يعني أبا جهل [فليدع ناديه] (6): قومه [سندع الزبانية] (7): الملائكة (8). وقد رويت من طرق عن ابن عباس (8).
وقال الزبير بن بكار: حدثنا أبو يحيى هارون وخرج الترمذي من حديث عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة عن ابن عباس: [سندع الزبانية] (7)، قال: قال أبو جهل: لئن رأيت محمدا يصلي لأطأن على عنقه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو فعل لأخذته الملائكة عيانا (9). قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب صحيح.