فحش ولا خنا ولم يكن رآها قط ولا رأته، وإنما كانت تسمع به ويسمع بها، ويقال: إنها كانت تنذر إن هي رأته أن تذبح جزورا، فلما رأته قالت: وا سوأتاه وا سوأتاه، ولم تبلد له وجهها قط إلا مرة واحدة، فأنشأ يقول:
على وجه مي لمحة من حلاوة * وتحت الثياب العار لو كان باديا (1) قال فانسلخت من ثيابها فقال:
ألم تر أن الماء يخبث طعمه * وإن كان لون الماء أبيض (2) صافيا فقالت: تريد أن تذوق طعمه؟ فقال: إي والله، فقالت: تذوق الموت قبل أن تذوقه.
فأنشأ يقول:
فواضيعة الشعر الذي راح وانقضى * بمي ولم أملك ضلال فؤاديا قال ابن خلكان: ومن شعره السائر بين الناس ما أنشده:
إذا هبت الأرياح من نحو جانب * به أهل مي هاج شوقي (3) هبوبها هوى تذرف العينان منه وإنما * هوى كل نفس أين حل (4) حبيبها وأنشد عند الموت:
يا قابض الأرواح في جسمي إذا احتضرت * وغافر الذنب زحزحني عن النار (5)