عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه [عن عبد الرحمن بن عوف]. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شهدت مع عمومتي حلف المطيبين فما أحب أن أنكثه - أو كلمة نحوها - وإن لي حمر النعم ". قال وكذلك رواه بشر بن المفضل عن عبد الرحمن. قال:
وأخبرنا أبو نصر بن قتادة حدثنا أبو عمرو بن مطر حدثنا أبو بكر بن أحمد بن داود السمناني حدثنا معلى بن مهدي حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما شهدت حلفا لقريش إلا حلف المطيبين، وما أحب أن لي حمر النعم وأني كنت نقضته " قال: والمطيبون هاشم، وأمية، وزهرة، ومخزوم، قال البيهقي: كذا روي هذا التفسير مدرجا في الحديث ولا أدري قائله (1)، وزعم بعض أهل السير (2) أنه أراد حلف الفضول فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدرك حلف المطيبين.
قلت: هذا لا شك فيه، وذلك أن قريشا تحالفوا بعد موت قصي وتنازعوا في الذي كان جعله قصي لابن عبد الدار من السقاية، والرفادة، واللواء، والندوة، والحجابة، ونازعهم فيه بنو عبد مناف. وقامت مع كل طائفة قبائل من قريش وتحالفوا عن النصرة لحزبهم فأحضر أصحاب بني عبد مناف جفنة فيها طيب فوضعوا أيديهم فيها وتحالفوا. فلما قاموا مسحوا أيديهم بأركان البيت. فسموا المطيبين كما تقدم وكان هذا قديما ولكن المراد بهذا الحلف حلف الفضول وكان في دار عبد الله بن جدعان كما رواه الحميدي عن سفيان بن عيينة عن عبد الله عن محمد وعبد الرحمن ابني أبي بكر قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت به في الاسلام لأجبت، تحالفوا أن يردوا الفضول على أهلها وألا يعد (3) ظالم مظلوما ". قالوا: وكان حلف الفضول قبل المبعث بعشرين سنة في شهر ذي القعدة، وكان بعد حرب الفجار بأربعة أشهر. وذلك لان الفجار كان في شعبان (4) من هذه السنة، وكان حلف الفضول أكرم حلف سمع به وأشرفه في العرب، وكان أول من تكلم به ودعا إليه الزبير بن عبد المطلب وكان سببه أن