قلت: وهو ضعيف، ووقفه على عبد الله بن عمرو أقوى وأثبت والله أعلم.
وقال الربيع [بن سليمان]: أنبأنا الشافعي أنبأنا سفيان عن ابن أبي لبيد عن محمد بن كعب القرظي - أو غيره - قال: حج آدم فلقيته الملائكة فقالوا بر نسكك يا آدم لقد حججنا قبلك بألفي عام. وقال يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني بقية - أو قال ثقة - من أهل المدينة عن عروة بن الزبير أنه قال: ما من نبي إلا وقد حج البيت إلا ما كان من هود وصالح.
قلت: وقد قدمنا حجهما إليه. والمقصود الحج إلى محله وبقعته وإن لم يكن ثم بناء والله أعلم. ثم أورد البيهقي حديث ابن عباس المتقدم في قصة إبراهيم عليه السلام بطوله وتمامه وهو في صحيح البخاري. ثم روى البيهقي من حديث سماك بن حرب عن خالد بن عرعرة قال:
سأل رجل عليا عن قوله تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين) أهو أول بيت بني في الأرض؟ قال لا ولكنه أول بيت وضع فيه البركة للناس والهدى ومقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنا. وإن شئت نبأتك كيف بناؤه. إن الله تعالى أوحى إلى إبراهيم أن ابن لي بيتا في الأرض، فضاق به ذرعا فأرسل [الله] إليه السكينة، وهي ريح خجوج لها رأس، فاتبع أحدهما صاحبه حتى انتهت ثم تطوقت في موضع البيت تطوق الحية، فبنى إبراهيم [وكان يبني هو ساقا كل يوم] حتى بلغ مكان الحجر، قال لابنه أبغني حجرا، فالتمس حجرا حتى أتاه به، فوجد الحجر الأسود قد ركب، فقال لأبيه من أين لك هذا؟ قال جاء به من لا يتكل على بنائك، جاء به جبريل، من السماء فأتمه (1). قال فمر عليه الدهر فانهدم، فبنته العمالقة، ثم انهدم فبنته جرهم، ثم انهدم فبنته قريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ رجل شاب. فلما أرادوا أن يرفعوا الحجر الأسود اختصموا فيه، فقالوا: نحكم بيننا أول رجل يخرج من هذه السكة، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من خرج عليهم فقضى بينهم أن يجعلوه في مرط ثم ترفعه جميع القبائل كلهم.
وقال أبو داود الطيالسي حدثنا حماد بن سلمة وقيس وسلام كلهم عن سماك بن حرب عن خالد بن عرعرة عن علي بن أبي طالب. قال: لما انهدم البيت بعد جرهم بنته قريش، فلما أرادوا وضع الحجر تشاجروا من يضعه، فاتفقوا أن يضعه أول من يدخل من هذا الباب، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب بني شيبة فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه وأمر كل فخذ أن يأخذوا بطائفة من الثوب فرفعوه وأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه، قال يعقوب بن سفيان أخبرني أصبغ بن فرج أخبرني ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلم جمرت امرأة الكعبة، فطارت شرارة من مجمرها في ثياب الكعبة فاحترقت فهدموها، حتى إذا بنوها، فبلغوا موضع الركن اختصمت قريش في الركن أي القبائل تلي رفعه. فقالوا: تعالوا نحكم أول من