ضعيف القلب أوشك. وكذلك محمد لم يسم به أحد من العرب ولا غيرهم، إلى أن شاع قبل وجوده وميلاده أن نبيا يبعث اسمه محمد. فسمى قوم قليل من العرب أبناءهم بذلك رجاء أن يكون أحدهم وهو (والله أعلم حيث يجعل رسالاته) وهم: محمد بن أحيحة بن الجلاح الأوسي. ومحمد بن سلمة (1) الأنصاري. ومحمد بن البراء الكندي (2). ومحمد بن سفيان بن مجاشع. ومحمد بن حمران الجعفي. ومحمد بن خزاعي السلمي لا سابع لهم. ويقال إن أول من سمى محمدا محمد بن سفيان بن مجاشع. واليمن تقول بل محمد بن اليحمد من الأزد. ثم إن الله حمى كل من تسمى به أن يدعي النبوة أو يدعيها له أحد، أو يظهر عليه سبب يشكل (3) أحدا في أمره حتى تحققت الشيمتان له صلى الله عليه وسلم لم ينازع فيهما ". هذا لفظه.
باب مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد صلوات الله عليه وسلامه يوم الاثنين.
لما رواه مسلم في صحيحه من حديث غيلان بن جرير بن (4) عبد الله بن معبد الزماني (5) عن أبي قتادة أن أعرابيا قال يا رسول الله، ما تقول في صوم يوم الاثنين فقال: " ذاك يوم ولدت فيه وانزل علي فيه ". وقال الإمام أحمد (6) حدثنا وموسى بن داود حدثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن حنش الصنعاني عن ابن عباس قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، واستنبئ يوم الاثنين، وخرج مهاجرا من مكة إلى المدينة يوم الاثنين، وقدم المدينة يوم الاثنين، وتوفي يوم الاثنين، ورفع الحجر الأسود يوم الاثنين. تفرد به أحمد ورواه عمرو بن بكير عن ابن لهيعة وزاد نزلت سورة المائدة يوم الاثنين (اليوم أكملت لكم دينكم). وهكذا رواه بعضهم عن موسى بن داود به وزاد أيضا وكانت وقعة بدر يوم الاثنين. ممن قال هذا يزيد بن حبيب وهذا منكر جدا.
قال ابن عساكر والمحفوظ أن يدرا ونزول: (اليوم أكملت لكم دينكم) يوم الجمعة وصدق ابن عساكر. وروى عبد الله بن عمر عن كريب عن ابن عباس ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وتوفي يوم الاثنين. وهكذا روي من غير هذا الوجه عن ابن عباس أنه ولد يوم الاثنين. وهذا ما لا خلاف فيه أنه ولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين. وأبعد بل أخطأ من قال ولد يوم الجمعة لسبع عشرة خلت من ربيع الأول نقله الحافظ ابن دحية فيما قرأه في كتاب أعلام الورى باعلام الهدى لبعض الشيعة. ثم