ثم نذكر بعدهم عرب الحجاز وهم العدنانية وما كان من أمر الجاهلية ليكون ذلك متصلا بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شاء الله تعالى وبه الثقة.
وقد قال البخاري (باب ذكر قحطان) حدثنا عبد العزيز بن عبد الله [قال] حدثنا سليمان بن بلال عن ثور بن زيد عن أبي المغيث (1) عن أبي هريرة [رضي الله عنه] عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه وكذا رواه مسلم عن قتيبة عن الدراوردي عن ثور بن زيد به.
قال السهيلي وقحطان أول من قيل له أبيت اللعن وأول من قيل له أنعم صباحا.
وقال الإمام أحمد حدثنا أبو المغيرة عن جرير حدثني راشد بن سعد المقراي عن أبي حي، عن ذي فجر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كان هذا الامر في حمير فنزعه الله منهم فجعله في قريش (وس ى ع ود ا ل ى ه م) قال عبد الله كان هذا في كتاب أبي وحيث حدثنا به تكلم به على الاستواء يعني: " وسيعود إليهم ".
قصة سبأ قال الله تعالى: (لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور. فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل. ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور. وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين. فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) (2).
قال علماء النسب منهم محمد بن إسحاق: اسم سبأ عبد شمس (3) بن يشجب بن يعرب بن قحطان قالوا وكان أول من سبى من العرب فسمي سبأ لذلك. وكان يقال له الرائش لأنه كان يعطي الناس الأموال من متاعه. قال السهيلي: ويقال إنه أول من تتوج. وذكر بعضهم أنه كان مسلما وكان له شعر بشر فيه بوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن ذلك قوله:
سيملك بعدنا ملكا عظيما * نبي لا يرخص في الحرام ويملك بعده منهم ملوك * يدينون العباد بغير ذام