وإذا المقل أقام وسط رحالهم * ردوه رب صواهل وقيان وإذا دعوتهم لكل ملمة * سدوا شماع الشمس بالفرسان آخر ترجمة أمية بن أبي الصلت.
بحيرا الراهب الذي توسم في رسول الله صلى الله عليه وسلم النبوة وهو مع عمه أبي طالب حين قدم الشام في تجار من أهل مكة وعمره إذا ذاك اثنتي (1) عشرة سنة فرأى الغمامة تظله من بينهم. فصنع لهم طعاما ضيافة واستدعاهم كما سيأتي بيان ذلك في السيرة وقد روى الترمذي في ذلك حديثا بسطنا الكلام عليه هنالك وقد أورد له الحافظ ابن عساكر شواهد وسائغات في ترجمة بحيرا ولم يورد ما رواه الترمذي وهذا عجب وذكر ابن عساكر أن بحيرا كان يسكن قرية يقال لها الكفر بينها وبين بصرى ستة أميال وهي التي يقال لها (دير بحيرا) قال ويقال: إنه كان يسكن قرية يقال لها منفعة بالبلقاء وراء زيرا والله أعلم.
ذكر قس بن ساعدة الأيادي قال الحافظ أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي في كتاب " هواتف الجان ": حدثنا داود القنطري، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني أبو عبد الله المشرقي، عن أبي الحارث الوراق، عن ثور بن يزيد، عن مورق العجلي، عن عبادة بن الصامت. قال: لما قدم وفد إياد على النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يا معشر وفد إياد ما فعل قس بن ساعدة الأيادي ". قالوا: هلك يا رسول الله. قال: " لقد شهدته يوما بسوق عكاظ على جمل أحمر يتكلم بكلام معجب مونق لا أجدني أحفظه ". فقام إليه أعرابي من أقاصي القوم فقال: أنا أحفظه يا رسول الله. قال: فسر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال: " فكان بسوق عكاظ على جمل أحمر وهو يقول: يا معشر الناس اجتمعوا فكل من فات فات، وكل شئ آت آت، ليل داج، وسماء ذات أبراج، وبحر عجاج، نجوم تزهر، وجبال مرسية، وأنهار مجرية، إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، مالي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون، أرضوا بالإقامة فأقاموا، أم تركوا فناموا. أقسم قس بالله قسما لا ريب فيه. إن لله دينا هو أرضى من دينكم هذا ثم أنشأ يقول:
في الذاهبين الأولين * من القرون لنا بصائر لما رأيت مواردا * للموت ليس لها مصادر ورأيت قومي نحوها * يمضي الأصاغر والأكابر لا من مضى يأتي إليك * ولا من الباقين غابر أيقنت أني لا محالة * حيث صار القوم صائر وهذا إسناد غريب من هذا الوجه وقد رواه الطبراني من وجه آخر فقال في كتابه " المعجم