البداية والنهاية - ابن كثير - ج ٢ - الصفحة ٣٥٩
معه عمه حمزة (1) حتى دخل على خويلد بن أسد فخطبها إليه فتزوجها عليه الصلاة والسلام.
قال ابن هشام: فأصدقها عشرين بكرة وكانت أول امرأة تزوجها [رسول الله صلى الله عليه وسلم] ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت.
قال ابن إسحاق: فولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولده كلهم إلا إبراهيم: القاسم وكان به يكنى، والطيب والطاهر (2)، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة.
قال ابن هشام أكبرهم القاسم، ثم الطيب، ثم الطاهر. وأكبر بناته رقية ثم زينب، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة (3).
قال البيهقي عن الحاكم: قرأت بخط أبي بكر بن أبي خيثمة حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال أكبر ولده عليه الصلاة والسلام القاسم، ثم زينب، ثم عبد الله، ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية. وكان أول من مات من ولده القاسم [مات بمكة]، ثم عبد الله. وبلغت خديجة خمسا وستين سنة، ويقال خمسين. وهو أصح. وقال غيره بلغ القاسم أن يركب الدابة والنجيبة ثم مات بعد النبوة، وقيل مات وهو رضيع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن له مرضعا في الجنة يستكمل رضاعه " والمعروف أن هذا في حق إبراهيم (4).
وقال يونس بن بكير: حدثنا إبراهيم بن عثمان عن القاسم (5) عن ابن عباس قال ولدت خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلامين وأربع نسوة: القاسم، وعبد الله، وفاطمة، وأم كلثوم، وزينب، ورقية. وقال الزبير بن بكار عبد الله هو الطيب وهو الطاهر، سمي بذلك لأنه ولد بعد

(١) يقال إن الذي ينهض معه صلى الله عليه وسلم هو أبو طالب، وهو الذي خطب خطبة النكاح. وقيل لعلهما خرجا معا وخطب أبو طالب الخطبة لأنه كان أسن من حمزة (الروض الأنف، شرح المواهب).
(٢) في أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم من خديجة خلاف فذكر بعضهم ثلاثة بنين القاسم والطاهر والطيب وقال آخرون ما نعلمها ولدت غلاما إلا القاسم. والأرجح أن الطاهر والطيب لقبان لعبد الله وقال ابن سعد: إن عبد الله ولد في الاسلام فسمي الطيب والطاهر وفي موت القاسم في الجاهلية خلاف. فقد ذكر السهيلي عن الزبير أن القاسم مات رضيعا.. فبكت خديجة. فقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم إن شئت أسمعتك صوته في الجنة.. فهو دليل على أنه لم يهلك في الجاهلية.
(٣) في الطبقات عن ابن عباس: قبل النبوة القاسم (وفي رواية عنده مات ابن سنتين وهذا يناقض ما ذهب إليه الزبير، وفي رواية للبيهقي: أن القاسم قد بلغ أن يركب الدابة ويسير على النجيب) ثم زينب ثم رقية ثم فاطمة ثم أم كلثوم ثم عبد الله.
(٤) تقدم التعليق قريبا فليراجع. وذكر ابن سعد ان إبراهيم ولد في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة. ومات وهو ابن ستة عشر شهرا وقال صلى الله عليه وسلم ان له ظئرا تتم رضاعه في الجنة وهو صديق. وفي رواية ثمانية عشر شهرا.
يوم الثلاثاء لعشر ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة عشر.
(٥) عن الحكم عن مقسم أبي القاسم كما في دلائل النبوة ج ٢ / 70.
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»
الفهرست