ابن أثغيان مستخفيا من الضحاك فوافى كأبي ومن معه فاستبشروا بموافاته فملكوه وصار كأبي والوجوه لأفريدون أعوانا على أمره فلما ملك وأحكم ما احتاج إليه من أمر الملك واحتوى على منازل الضحاك وسار في أثره فأسره بدنباوند في جبالها.
وبعض المجوس تزعم أنه وكل به قوما من الجن وبعضهم يقول إنه لقي سليمان بن داود وحبسه سليمان في جبل دنباوند وكان ذلك الزمان بالشام فما برح بيوراسب بحبسه يجره حتى حمله إلى خراسان فلما عرف سليمان ذلك أمر الجن فأوثقوه حتى لا يزول وعملوا عليه طلسما كرجلين يدقان باب الغار الذي حبس فيه أبدا لئلا يخرج فإنه عندهم لا يموت.
وهذا أيضا من أكاذيب الفرس الباردة ولهم فيه أكاذيب أعجب من هذا تركنا ذكرها.
وبعض الفرس يزعم أن أفريدون قتله يوم النيروز فقال العجم: عند قتله: إمروز نوروز أي استقبلنا الدهر بيوم جديد، فاتخذوه عيدا وكان أسره يوم المهرجان، فقال العجم: آمد مهرجان لقتل من كان يذبح وزعموا أنهم لم يسمعوا في أمور الضحاك بشيء يستحسن غير شيء واحد وهو أن بليته لما اشتدت ودام جوره وتراسل الوجوه في أمره فاجمعوا على المصير إلى بابه فوافاه الوجوه فاتفقوا على أن يدخل عليه كأبي الأصبهاني فدخل عليه ولم يسلم، فقال: أيها الملك أي السلام أسلم عليك سلام؟ من يملك الأقاليم؟ كلها أم سلام من يملك هذا الإقليم فقال بل سلام من يملك الأقاليم لأني