والفضة وسائر ما يذاب من الجواهر وأنواع الطيب والأدوية فنفذوا في ذلك بأمره. ثم أمر فصنعت له عجلة من الزجاج فأصفد فيها الشياطين وركبها وأقبل عليها في الهواء من دنباوند إلى بابل في يوم واحد وهو هرمزروز وافروز دين ماء فاتخذ الناس ذلك اليوم عيدا وخمسة أيام بعده. وكتب إلى الناس في اليوم السادس يخبرهم أنه قد سار بسيرة ارتضاها الله فكان من جزائه إياه عليها أنه قد جنبهم الحر والبرد والأسقام والهرم والحسد فمكث الناس ثلاثمائة سنة بعد الثلاثمائة والستة عشر سنة لا يصيبهم شيىء مما ذكر.
ثم بنى قنطرة على دجلة فبقيت دهرا طويلا حتى خربها الإسكندر وأراد الملوك عمل مثلها فعجزوا فعدلوا إلى عمل الجسور من الخشب ثم أن جما بطر نعمة الله عليه وجمع الأنس والجن والشياطين وأخبرهم أنه وليهم ومانعهم بقوته من الأسقام والهرم والموت وتمادى في غيه فلم يحر أحد منهم جوابا وفقد مكانه وبهاءه وعزه وتخلت عنه الملائكة الذي كان الله أمرهم بسياسة أمره فأحس بذلك بيوراسب الذي سمي الضحاك فابتدر إلى جم لينتهسه فهرب منه ثم ظفر به بعد ذلك بيوراسب فاستطرد أمعاءه وأشره بمئشار.
وقيل: إنه أدعى الربوبية فوثب عليه أخوه ليقتله واسمه اسغتور فتوارى عنه مائة سنة فخرج عليه في تواريه بيوراسب فغلبه على ملكه.