وقال كثير من أهل الكتب: إن الذي كان على منكبيه كان لحمتين طويلتين كل واحدة منهما كرأس الثعبان وكان يسترهما بالثياب ويذكر على طريق التهويل أنهما حيتان يقتضيانه الطعام وكانتا تتحركان تحت ثوبه إذا جاعتا ولقي الناس منه جهدا شديدا وذبح الصبيان لأن اللحمتين اللتين كانت على منكبيه كانت تضربانه فإذا طلاهما بدماغ إنسان سكنتا فكان يذبح كل يوم رجلين فلم يزل الناس كذلك حتى إذا أراد الله وثب رجل من العامة من أهل أصبهان بقال له كأبي بسبب ابنين له أخذهما أصحاب بيوراسب بسبب اللحمتين اللتين على منكبيه وأخذ كأبي عصا كانت بيده فعلق بطرفها جرابا كان معه ثم نصب ذلك كالعلم ودعا الناس إلى مجاهدة بيوراسب ومحاربته فأسرع إلى إجابته خلق كثير لما كانوا فيه من البلاء وفنون الجور فلما غلب كأبي تفاءل الناس بذلك العلم فعظموه وزادوا فيه فكانوا لا يسيرونه إلا في الأمور الكبار العظام ولا يرفع إلا لأولاد الملوك إذا وجهوا في الأمور الكبار.
وكان من خبر كأبي أنه من أهل أصبهان فثار بمن فالتفت الخلائق إليه فلما أشرف على الضحاك قذف في قلب الضحاك منه الرعب فهرب عن منازله وخلى مكانه فاجتمع الأعجام إلى كأبي فأعلمهم أنه لا يتعرض للملك لأنه ليس من أهله وأمرهم أن يملكوا بعض ولد لأنه ابن الملك أوشهنج الأكبر بن فروال الذي رسم الملك وسبق في القيام به وكان أفريدون