وسوداء فإنها أكثر ماء فناداه مناد اخترت رمادا رمددا ألا تبقي من عاد أحدا لا ولد تترك ولا والد إلا جعلته همدا إلا بني اللوذية المهدي. وبنو اللوذية بنو لقيم بن هزال كانوا بمكة عند خالهم معاوية بن بكر وساق الله السحابة السوداء بما فيها من العذاب إلى عاد فخرجت عليهم من واد يقال له المغيث، فلما رأوها استبشروا بها وقالوا: (هذا عارض ممطرنا) يقول الله تعالى (بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بأمر ربها) أي كل شيء أمرت به وكان صاحت وصعقت فلما أفاقت قالوا: ماذا رأيت؟ قالت: رأيت ريحا فيها كشهب النار أمامها رجال يقودونها، فلما خرجت الريح من الوادي قال سبعة رهط منهم، أحدهم الخلجان تعالوا: تعالوا حتى نقوم على شفير الوادي فنردها. فجعلت الريح تدخل تحت الواحد منهم فتحمله فتدق عنقه، وبقي الخلجان فمال إلى الجبل وقال:
(لم يبق إلا الخلجان نفسه * يا لك من يوم دهاني أمسه) (بثابت الوطء شديد وطسه * لو لم يجئني جئته أجسه) فقال له هود: أسلم تسلم فقال: ومالي قال: الجنة فقال: فما