(خانني السيف إذ طعنت زهيرا * وهو سيف مضلل مشؤوم) وجمع زهير من قدر عليه من أهل اليمن وغزا بكرا وتغلب وكانوا علموا به فقاتلهم قتالا شديدا انهزمت [به] بكر، وقاتلت تغلب بعدها فانهزمت أيضا وأسر كليب ومهلهل ابنا ربيعة وأخذت الأموال وكثرت القتلى في بني تغلب وأسر جماعة من فرسانهم ووجوههم فقال زهير في ذلك من قصيدة:
(أين أين الفرار من حذر الموت * إذ يتقون بالأسلاب) (إذ أسرنا مهلهلا وأخاه * وابن عمرو في القيد وابن شهاب) (وسبينا من تغلب كل بيضاء * رقود الضحى برود الرضاب) (حين تدعو مهلهلا يال بكر * ها أهذي حفيظة الأحساب) (ويحكم ويحكم أبيح حماكم * يا بني تغلب أنا ابن رضاب) (وهم هاربون في كل فج * كشريد النعام فوق الروابي) (واستدارت رحى المنايا عليهم * بليوث من عامر وجناب) (فهم بين هارب ليس يألو * وقتيل معفر في التراب) (فضل العز عزنا حين نسمو * مثل فضل السماء فوق السحاب) وأما حربه مع بني القين بن جسر فكان سببها أن أختا لزهير كانت متزوجة فيهم فجاء رسولها إلى زهير ومعه صرة فيها رمل وصرة فيها شوك قتاد فقال زهير إنها تخبركم أنه يأتيكم عدو كثير ذو شوكة شديدة،