عاش أربعمائة وخمسين سنة وكان شجاعا مظفرا ميمون النقيبة.
وكان سبب غزاته غطفان أن بني بغيض بن ريث بن غطفان حين خرجوا من تهامة ساروا بأجمعهم فتعرضت لهم صداء وهي قبيلة من مذحج فقاتلوهم وبنوا بغيض سائرون بأهليهم وأموالهم فقاتلوهم على حريمهم فظهروا على صداء وفتكوا فيهم فعزت بغيض بذلك وأثرت وكثرت أموالها فلما رأوا ذلك قالوا والله لنتخذن حرما مثل مكة لا يقتل صيده ولا يهاج عائذه فبنوا حرما ووليه بنو مرة بن عوف فلما بلغ فعلهم وما أجمعوا عليه زهير بن جناب قال والله لا يكون ذلك أبدا وأنا حي ولا أخلي غطفان تتخذ حرما أبدا فنادى في قومه فاجتمعوا إليه فقام فيهم فذكر حال غطفان وما بلغه عنهم وقال إن أعظم مأثرة يدخرها هو وقومه أن يمنعوهم من ذلك، فأجابوه فغزا بهم غطفان وقاتلهم أبرح قتال وأشده وظفر بهم زهير وأصاب حاجته منهم وأخذ فارسا منهم في حرمهم فقتله وعطل ذلك الحرم ثم من على غطفان ورد النساء وأخذ الأموال وقال زهير في ذلك:
(فلم تصبر لنا غطفان لما * تلاقينا وأحرزت النساء) (فلولا الفضل منا ما رجعتم * إلى عذراء شيمتها الحياء) (فدونكم ديونا فاطلبوها * وأوتارا ودونكم اللقاء) (فأنا حيث لا يخفى عليكم * ليوث حين يحتضر اللواء) (فقد أضحى لحي بني جناب * فضاء الأرض والماء الرواء)