زنده فقدح حتى أعيا فرفعت له نار فلما رآها انها نار وكانت من نور الله ف (قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر) فإن لم أجد خبرا (آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون) فحين قصدها رآها نورا ممتدا من السماء إلى شجرة عظيمة من العوسج وقيل من العناب فتحير موسى وخاف حين رأى نارا عظيمة بغير دخان وهي تلتهب في شجرة خضراء لا تزداد النار إلا عظما ولا تزداد الشجرة إلا خضرة. فلما دنا منها استأخرت عنه ففزع ورجع فنودي منها فلما سمع الصوت استأنس فعاد فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن من الشجرة في البقعة المباركة أن بورك من في النار ومن حولها يا موسى إني أنا الله رب العالمين، فلما سمع النداء ورأى تلك الهيبة علم أنه ربه تعالى فخفق قلبه وكل لسانه وضعفت قوته وصار حيا كميت إلا أن الروح يترد فيه فأرسل الله إليه ملكا يشد قلبه فلما ثاب إلى عقله نودي (اخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى) وإنما أمر بخلع نعليه لأنهما كانتا من جلد حمار ميت وقيل لينال قدمه الأرض المباركة. ثم قال له تسكينا لقلبه (وما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي) يقول أضرب الشجر فيسقط ورقه للغنم (ولي فيها مآرب أخرى)
(١٧٨)