وقيل أن موسى وهارون مكثا سنتين يغدوان إلى باب فرعون ويروحان يلتمسان الدخول إليه فلم يجسر أحد يخبره بشأنهما حتى أخبره مسخرة كان يضحكه بقوله فأمر حينئذ فرعون بإدخالهما. فلما دخلا قال له موسى إني رسول من رب العالمين فعرفه فرعون فقال له (ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين قال فعلتها إذا وأنا من الضالين ففرت منكم لما خفت فوهب لي ربي حكما) يعني نبوة (وجعلني من المرسلين). فقال له فرعون (إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين) قد فتح فاه فوضع اللحى الأسفل في الأرض والأعلى على القصر وتوجه نحو فرعون ليأخذه فخافه فرعون ووثب فزعا فأحدث في ثيابه ثم بقي بضعا وعشرين يوما يجيء بطنه حتى كاد يهلك وناشده فرعون بربه تعالى أن يرد الثعبان فأخذه موسى فعاد عصا ثم أدخل يده في جيبه وأخرجها بيضاء كالثلج لها نور يتلألأ ثم ردها إلى ما كانت عليه من لونها ثم أخرجها الثانية لها نور ساطع في السماء تلك منه الأبصار قد أضاءت ما حولها يدخل نورها البيوت ويرى من الكوى ومن وراء الحجب فلم يستطع فرعون النظر إليها ثم ردها موسى في جيبه وأخرجها فإذا هي على لونها.
وأوحى الله إلى موسى وهارون أن (قولا له قولا لينا لعله