إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين) فترك القبطي فذهب فأفشى عليه أن موسى هو الذي قتل الرجل فطلبه فرعون وقال خذوه فإنه صاحبنا فجاء رجل فأخبره وقال له (إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فأخرج).
قيل: كان حزقيل مؤمن آل فرعون كان على بقية من دين إبراهيم عليه السلام وكان أول من آمن بموسى. فلما أخبره خرج من بينهم (خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين) وأخذ في ثنيات الطريق فجاءه ملك على فرس وفي يده عنزة وهي الحربة الصغيرة فلما رآه موسى سجد له من الفرق فقال له لا تسجد لي ولكن اتبعني فهداه نحو مدين وقال موسى وهو متوجه إليها عسى ربي أن يهديني سواء السبيل فانطلق به الملك حتى انتهى به إلى مدين فكان قد سار وليس معه طعام وكان يأكل ورق الشجر ولم يكن له قوة على المشي فما بلغ مدين حتى سقط خف قدمه. (ولما ورد ماء مدين _ قصد الماء _ وجد عليه أمه من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان) أي تحبسان غنمهما وهما ابنتا شعيب النبي وقيل ابنتا يثرون وهو ابن أخي شعيب فلما رآهما موسى سألهما (ما خطبكما؟