لنأتينك بسحر لم تر مثله (وقالوا بعزة فرعون إنا نحن الغالبون) فقال له السحرة (يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين) قال بل ألقوا فألقوا حبالهم وعصيهم فإذا هي في رأى العين حيات أمثال الجبال قد ملأت الوادي يركب بعضها بعضا فأوجس موسى خوفا فأوحى الله إليه أن ألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا فألقى عصاه من يده فصارت ثعبانا عظيما فاستعرضت ما ألقوا من حبالهم وعصيهم وهي كالحيات في أعين الناس فجعلت تلقفها وتبتلعها حتى لم تبق منها شيئا ثم أخذ موسى عصاه فإذا هي في يده كما كانت.
وكان رئيس السحرة أعمى فقال له أصحابه إن عصا موسى صارت ثعبانا عظيما وتلقف حبالنا وعصينا فقال لهم ولم يبق لها أثر ولا عادت إلى حالها الأول فقالوا لا فقال هذا ليس بسحر. فخر ساجدا وتبعه السحرة أجمعون (وقالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل) فقطعهم وقتلهم وهي يقولون (ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين)،