هارون وحده ثم تلاحق به من بقى من أصحابه (وفيها) ولى إبراهيم بن ورقاء إمارة البصرة وشخص إليها من بغداد فما رأى الناس في هذا العصر أميرا أعف منه * ولما صار هارون بن غريب إلى الكوفة قلد كور الجبل كلها وضم إليه وجوه القواد فقلد أبا العباس بن كيغلغ معاون همدان ونهاوند مكان محمد ابن عبد الصمد وقلد نحريرا الخادم الدينور مكان عبد الله بن حمدان وخلع عليهما في دار السلطان فاستوحش لذلك عبد الله بن حمدان وكان هذا سبب معاوية عبد الله بن حمدان لنازوك عندما أحدثاه على المقتدر مما سيأتي ذكره (وفى هذه السنة) ولى أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يعقوب بن إسحاق البريدي خراج الأهواز بعد أعمال كثيرة تصرف فيها هو وأخواه أبو يوسف وأبو الحسين فحمدت آثارهم وشاعت كفايتهم وحرص السلطان على اصطناعهم وزيادتهم فعلت أحوالهم وزادت مراتبهم وظهر من استقلال أبى عبد الله أحمد بن محمد بالاعمال وقرب مأخذها عليه والمعرفة بوجوه النظر والاجتهاد في إرضاء السلطان ما تعارفه الناس وعلموه مع تخرق في الكرم والسودد وحسن الرعاية لمن خدمه واتصل به ولمن أمله وقصده حتى إنه لا يرضى لكل واحد منهم إلا بغناه فأحب السلطان أن يلي هو وأخواه أكثر الأعمال الدنيا فلم يحبوا ذلك واقتصر كل واحد منهم على دون ما يستحق من الأعمال (وفيها) ولى أبو الحسين عمر بن الحسن الأشناني قضاء المدينة مكان ابن البهلول إذ كبر واختلط عليه أمره ثم استعفى ابن الأشناني فأعفي وولى الحسين بن عبد الله بن علي بن أبي الشوارب قضاء المدينة وقلد أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق ابن البهلول قضاء الأهواز والأنبار عوضا مما كان يليه أبوه من قضاء المدينة (وفيها) توفى أبو إسحاق بن الضحاك الخصيبي والليث بن علي بالرقة (وحج بالناس) في هذه السنة من تقدم ذكره
(٩٦)