وكانت هذه الوقيعة لخمس بقين من رجب ورجع مونس إلى بغداد لعشر بقين من شعبان (وفى هذه السنة) أسر الحسن بن حمدان شاريا خرج بكفر غرثا يقال له عزون وأنفذه إلى السلطان فحمل على فيل وأدخل بغداد مشهورا ثم حبس وذلك في ذي الحجة وقبل ذلك بشهر ما وجه أبو السرايا نصر بن حمدان بن سعيد بن حمدان شاريا خرج بالرادفية من موالى بجيلة فأدخل بغداد على فيل وبين يديه ولدان له على جملين ومائة رأس من رؤس أصحابه وسار رجل من وجوه البرابر يعرف بأبي شيخ إلى دار السلطان في ذي القعدة فذكر أن جماعة من وجوه القواد والكتاب قد بايعوا أبا أحمد محمد بن المكتفى بالله واستجاب له نحو ثلاثة آلاف رجل من الجند فأمر السلطان بحفظ ابن المكتفى بالله في داره وانتشر خبر أبي شيخ فخيف عليه أن يقتله الجند فبعث إلى الجبل إلى ابن الخال ليكون في جيشه وورد الخبر في ذي القعدة بوقوع الحرب بالبصرة بين البلالية والسعدية وأن عبد الله ابن محمد بن عمرويه والى المعونة بها أعان البلالية فهزموا السعدية وأحرقوا محالهم فأخرجوا من البصرة ثم ردوا إليها بعد مدة عن سؤال منهم وتضرع قال الصولي ولما ورد الخبر بذلك كتب علي بن عيسى إلى أهل البصرة في ذلك كتابا بليغا ينهاهم فيه عن العصبية ويعرفهم سوء عاقبتها فدخلت إليه وهو يملى الكتاب فلما أوعب إملاءه أمر كاتبه بدفعه إلى لا قرأه قال فحسن عندي الكتاب وقلت له قد كان لا إبراهيم بن العباس كتاب في العصبية فقال لي ما أعرفه فما هو قلت حدثني عون بن محمد الكندي قال قدم علينا بسر من رأى كاتب من أهل الشأم يقال له عبد الله ابن عمرو من بنى عبد كان المصريين فجعل يستصغر كتاب سر من رأى ولا يرضى أحدهم قال عون فحدثت أبى بحديثه فأنف من ذلك وقال والله يا بنى لأضعفنه ولأهونن نفسه إليه فمضى به إلى إبراهيم بن العباس وأدخله عليه وهو يملى رسالة في قتل إسحاق بن إسماعيل وفيها ذكر العصبية فسمع الشأمى ما أعجبه وقال لأبي هذا من لم تلد النساء مثله فانى سمعته يملى شيئا كأنه فيه تدبر مبين قال عون فنسخ أبى ما أملاه من الرسالة هو وقسم الله عدوه أقساما ثلاثة روحا معجلة إلى عذاب
(١٠٦)