ابن الحسن قد علا أمرهم وغلب عليهم الكتاب منهم فرفع في أمرهم إلى المقتدر فعهد فيهم بنحو ما كان عهد به المتوكل من رفضهم واطراحهم وإسقاطهم عن الخدمة ثم لم يدم ذلك فيهم * وفى يوم السبت لأربع بقين من ربيع الأول سقط ببغداد الثلج من غدوة إلى العصر حتى صار في السطوح والدور منه نحو من أربعة أصابع وذلك أمر لم ير مثله ببغداد * وفى يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ربيع الأول سلم محمد بن يوسف القاضي ومحمد بن عمرويه وابن الجصاص والأزرق كاتب الجيش في جماعة غيرهم إلى مونس الخازن فقتل بعضهم وشفع في بعض فأطلق (وفيها) وجه القاسم بن سيما في جماعة من القواد والجند في طلب الحسين بن حمدان فشخص لذلك حتى صار إلى قرقيسيا والرحبة وكتب إلى أبى الهيجاء عبد الله بن حمدان بأن يطلب أخاه ويتبعه فخرج في أثره والتقى بأخيه بين تكريت والسود قانية بموضع يعرف بالأعمى فانهزم عبد الله عن أخيه الحسين ثم بعث الحسين إلى السلطان يطلب الأمان لنفسه فأعطى ذلك * ولسبع بقين من جمادى الآخرة خلع علي بن دليل النصراني كاتب ابن أبي الساج ورسوله وعقد ليوسف على آذربيجان والمراغة وحملت إليه الخلع وأمر بالشخوص إلى عمله وللنصف من شعبان خلع على مونس الخادم وأمر بالشخوص إلى طرسوس لغزو الروم فخرج في عسكر كثيف وجماعه من القواد وكان مونس قد ثقل على صافي الحرمي وأحب ألا يجاوره ببغداد فيسعى مع الوزير ابن الفرات في إبعاده فأغزى في الصائفة وضم إليه أبو الأغر خليفة بن المبارك فلم يرضه مونس وكتب إلى المقتدر يذمه فكتب إليه في الانصراف فانصرف وحبس واجتمع قول الناس بلا اختلاف بينهم أنه لم يكن في زمن أبى الأغر فارس للعرب ولا للعجم أشجع منه ولا أعظم أيدا وجلدا (وحج بالناس) في هذه السنة الفضل ابن عبد الملك
(٢٢)