طاهر وذكر الطبري أنه كان في بيت المال يوم بويع المقتدر خمسة عشر ألف ألف دينار وذكر ذلك الصولي وحكى أنه كان في بيت مال العامة ستمائة ألف دينار وخلع المقتدر يوم الاثنين الثاني من بيعته على الوزير أبى أحمد العباس بن الحسن خلعا مشهورة الحسن وقلده كتابته وأمر بتكنيته وأن تجرى الأمور مجراها على يده وقلد ابنه أحمد بن العباس العرض عليه وكتابة السيدة أمه وكتابة هارون ومحمد أخويه وكتب العباس إلى الكور والأطراف بالبيعة كتابا على نسخة واحدة وأعطى الجند مال البيعة للفرسان ثلاثة أشهر وللرجالة ستة أشهر وأمر أصحاب الدواوين على ما كانوا عليه وخلع المقتدر على سوسن مولى المكتفى الذي كان حاجبه وأقره على حجابته وخلع على فاتك المعتضدي ومؤنس الخازن ويمن غلام المكتفى وابن عمرويه صاحب الشرطة ببغداد وعلى أحمد بن كيغلغ وكان قد قدم يوم مبايعة المقتدر بقوم حاولوا فتق سجن دمشق وإقامة فتنة بها فحملوا على جمال وطوفوا وخلع على كثير من الخدم فمن كان إليه منهم عمل جعلت الخلعة عليه لاقراره وعلى عمله ومن لم يكن إليه عمل كانت الخلعة تشريفا له ورد المقتدر رسوم الخلافة إلى ما كانت عليه من التوسع في الطعام والشراب وإجراء الوظائف وفرق في بني هاشم خمسة عشر ألف دينار وزادهم في الأرزاق وأعاد الرسوم في تفريق الأضاحي على القواد والعمال وأصحاب الدواوين والقضاة والجلساء ففرق عليهم يوم التروية ويوم عرفة من البقر والغنم ثلاثون ألف رأس ومن الإبل ألف رأس وأمر بإطلاق من كان في السجون ممن لا خصم له ولاحق لله عز وجل عليه بعد أن امتحن محمد بن يوسف القاضي أمورهم ورفع إليه أن الحوانيت والمستغلات التي بناها المكتفى في رحبة باب الطاق أضرت بالضعفاء إذ كانوا يقعدون فيها لتجاراتهم بلا أجرة لأنها أفنية واسعة فسأل عن غلتها فقيل له تغل ألف دينار في كل شهر فقال وما مقدار هذا في صلاح المسلمين واستجلاب حسن دعائهم فأمر بهدمها وإعادتها إلى ما كانت عليه ولم يل الخلافة من بنى العباس أصغر سنا من المقتدر فاستقل
(١٧)