يا محمد وهم يدعون يا لثارات الحسين يعنون المصلوب بجسر بغداد وأظهروا الاعلام البيض وضربوا على القاسم بن أحمد قبة وقالوا هذا ابن رسول الله فاقتتلوا قتالا شديدا ثم انهزمت القرامطة نحو القاسية وأصلح أهل الكوفة سورهم وخندقهم وحرسوا مدينتهم وكتب إسحاق بن عمران إلى السلطان يستمده فندب إليه جماعة فيهم طاهر بن علي بن وزير ووصيف بن صوارتكين والفضل بن موسى ابن بغا وبشر الخادم وجنى الصفواني ورائق الخزري وضم إليهم جماعة من غلمان الحجر وأمر القاسم بن سيما ومن ضم إليه من رؤساء البوادي بديار ربيعة وطريق الفرات وغيرهم بالنهوض إلى القرامطة إذ كان أصحاب السلطان متفرقين في نواحي الشأم ومصر فنفذت الكتب بذلك إليهم * وفى يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب قرئ على المنبر ببغداد كتاب بأن أهل صنعاء وسائر أهل اليمن اجتمعوا على الخارجي وحاربوه وفلوا جموعه فانحاز إلى بعض النواحي باليمن فخلع السلطان على مظفر بن حاج وعقد له على اليمن وخرج إليها لخمس خلون من ذي القعدة فأقام بها حتى مات (ولتسع) بقين من رجب أخرجت مضارب المكتفى إلى باب الشماسية فضربت هنالك ليخرج إلى الشأم ويحاصر ابن الخليجي فورد كتاب من قبل فاتك القائد وأصحابه يذكرون محاربتهم له وظفرهم به وأنهم موجهون له إلى مدينة السلام فردت مضارب المكتفى وصرفت خزائنه وقد كانت جاوزت تكريت ثم أدخل مدينة السلام للنصف من شهر رمضان ابن الخليجي واحد وعشرون رجلا معه على جمال وعليهم برانس ودراريع حرير فحبسوا ثم خلع المكتفى على وزيره العباس بن الحسن خلعا لحسن تدبيره في أمر هذا الفتح * ثم لخمس خلون من شوال أدخل بغداد رأس القرمطي المتسمى بنصر الذي انتهب مدينة هيت منصوبا في قناة (ولسبع) خلون من شوال ورد الخبر مدينة السلام بأن الروم أغاروا على قورس وقتلوا مقاتلتهم ودخلوا المدينة وأخربوا مسجدها وسبوا من بقى فيها وقتلوا رؤساء بنى تميم المنضوين إليها (وحج) بالناس في هذه السنة الفضل بن عبد الملك الهاشمي
(١٠)