فقتلوا طائفة من أهلها وسبوا النساء والذرية بها فحينئذ أنفذ السلطان لمحاربتهم الحسين بن حمدان في جماعة من القواد والرجال فوردوا دمشق وقد دخل القرامطة طبرية فلما اتصل بهم خروج القراد إليهم عطفوا نحو السماوة تبعهم الحسين بن حمدان وهم ينتقلون من ماء إلى ماء ويعورون ما وراءهم من المياه فانقطع الحسين عن اتباعهم لما عدم الماء وعاد إلى الرحبة وقصدت القرامطة إلى هيت فصبحوهها ولم يصلوا إلى المدينة لحصانة سورها لسبع بقين من شعبان مع طلوع الشمس فنهبوا ربضها وقتلوا من قدروا عليه من أهلها وأحرقت المنازل وأنهبت السفن التي في الفرات وقتل من أهل البلد نحو مائتي نفس وأوقروا ثلاثة آلاف بعير بالأمتعة والحنطة ثم رحلوا إلى البادية ثم شخص بأثرهم محمد ابن كنداج إليهم فلما كان بقربة منهم هربوا منه وعوروا المياه بينهم وبينه فأنفذت إليه الإبل والروايا والزاد وكتب إلى الحسين بن حمدان بالنفوذ إليهم من جهة الرحبة والاجتماع مع محمد بن كنداج على الايقاع بهم فلما أحس الكلبيون الذين كانوا مع عبد الله بن سعيد القرمطي المتسمى بنصر وثبوا عليه وقتلوه وتقربوا برأسه إلى محمد بن كنداج واقتتلت القرامطة حتى وقعت بينهما الدماء ثم أنفذ زكرويه داعية له يسمى القاسم بن أحمد إلى أكرة سواد فاستهواهم ووعدهم بأن ظهوره قد حضر وانه قد بايع له بالكوفة نحو أربعين ألف رجل وفى سوادها أربعمائة ألف رجل وأن يوم موعدهم الذي ذكره الله يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى وأمرهم بالمسير إلى الكوفة ليفتتحوها في غداة يوم النحر وهو يوم الخميس فإنهم لا يمنعون منها فتوجه القاسم بن أحمد بأهل السواد ومن يجتمع إليه من الصعاليك حتى وافوا باب الكوفة في ثمانمائة فارس عليهم الدروع والجواشن والآلة الحسنة ومعهم جماعة من الرجالة على الرواحل وقد انصرف الناس عن مصلاهم فأوقعوا بمن لحقوه من العوام وقتلوا منهم زهاء عشرين نفسا وخرج إليهم إسحاق بن عمران عامل الكوفة ومن كان معه من الجند فصافوا القرامطة الحرب إلى وقت العصر وكان شعار القرامطة يا أحمد
(٩)