للخروج إليه الحسين بن حمدان بن حمدون في جمع كثير من الجند ثم ورد الخبر بأن هذا القرمطي سار إلى طبرية فامتنع أهلها من ادخاله فحاربهم حتى دخلها فقتل عامة من بها من الرجال والنساء ونهبها وانصرف إلى ناحية البادية وذكر من حضر مجلس محمد بن داود بن الجراح وقد أدخل إليه قوم من القرامطة بعد قتل الحسين بن زكرويه المصلوب بجسر بغداد فقال الرجل كان زكرويه أبو حسين المقتول مختفيا عندي في منزلي وقد أعد له سرداب تحت الأرض عليه باب حديد وكان لنا تنور فإذا جاءنا الطلب وضعنا التنور على باب السرداب وقامت امرأة تسخنه فمكث زكرويه كذلك أربع سنين في أيام المعتضد ثم انتقل من منزلي إلى دار قد جعل فيها بيت وراء باب الدار فإذا فتح الباب انطبق على باب البيت فيدخل الداخل فلا يرى باب البيت الذي هو فيه فلم تزل هذه حاله حتى مات المعتضد فحينئذ أنفذ الدعاة واستهوى طوائف من أهل البادية وصار أهل قرية صوار يتفلونه على أيديهم ويسجدون له واعترف لزكرويه جميع من رسخ حب الكفر في قلبه من عربي ومولى ونبطي وغيرهم بأنه رئيسهم وكهفهم وملاذهم وسموه السيد والمولى وساروا به وهو محجوب عن أهل عسكره والقاسم يتولى الأمور دونه يمضيها على رأيه. وذكر محمد بن داود أن زكرويه ابن مهرويه هذا أقام رجلا كان يعلم الصبيان بقرية تدعى زابوقة من عمل الفلوجة يسمى عبد الله بن سعيد ويكنى أبا غانم فتسمى بنصر ليعمى أمره ويخفى خبره فاستهوى طوائف من الأصبغيين والعلصيين وصعاليك من بطون كلب وقصدهم ناحية الشأم وكان عامل السلطان على دمشق والأردن أحمد بن كيغلغ وكان مقيما بمصر على حرب الخليجي فاغتنم ذلك عبد الله بن سعيد المتسمى بنصر وسار إلى مدينة بصرى فحارب أهلها ثم آمنهم فلما استسلموا له قتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم واستاق أموالهم ثم نهض إلى دمشق فخرج إليه من كان بقى بها مع صالح بن الفضل خليفة أحمد بن كيغلغ فقتل صالحا وفض عسكره ولم يطمع في مدينة دمشق إذ دافعهم أهلها عنها ثم قصد القرمطي ومن معه مدينة طبرية
(٨)