مونس قل لهم عنى قد كنت ظننت بكم غير هذا وما أخذت نحوكم إلا لثقتي بكم وطمعي في شكركم فإذا خالفتم الظن فليس إلى العدول عنكم سبيل ونحن سائرون نحوكم بالغد كائنا ما كان منكم وأرجو أن إحساني إليكم سيكون من أنصاري عليكم وخذلانكم لي غير صارف لفضل الله عنى وبات مونس بقصور مرج جهينة وكان عسكر بنى حمدان بحصباء الموصل وبات المحسن زعفران في الطلائع على المضيق الذي منه المدخل إلى الموصل وباكر مونس المسير في الماء على رسمه قبل ذلك وسار أهل العسكر على الظهر ووقع أبو علي المحسن زعفران في آخر الليل على مقدمة بنى حمدان التي كانوا أنفذوها نحو المضيق فقتل منهم جماعة وأسر نحو ثلاثين رجلا وملك المضيق وأمده يلبق برجال زيادة على من كان معه وصبح الناس القتال يوم الأحد لثلاث خلون من صفر وما كان جميع من يضمه عسكر مونس إلا ثمانمائة وثلاثة وأربعون فارسا وستمائة وثلاثين راجلا بين أسود وأبيض هكذا حكى الفرغاني عن أحمد بن المحسن زعفران وكان شاهدا مع أبيه في عسكر مونس وعنه ينقل أكثر الحكايات وكان بنو حمدان في عساكر عظيمة قد حشدوها من العرب والعجم وقبائل الاعراب وغيرهم فتلاقى الفريقان على تعبية وأخذ مونس ويلبق وابنه ومن كان معهم من القواد في حربهم أحزم مأخذ وتوزعوا على مقدمة وميمنة وميسرة وقلب وجعلوا في كل مصاف منها ثقاتهم وأكابر قوادهم ثم حملت مقدمتهم على مقدمة بنى حمدان فضرب داود بن حمدان بنبلة دخلت من كم درعه فصرعته وحملت ميمنة يلبق على ميسرة بنى حمدان فقلعتها وطحنتها وغرق أكثرهم في دجلة ثم حمل يلبق بنفسه ورجاله الذين كانوا في القلب على قلب عسكر بنى حمدان فهزموا من كان فيه واتصل القتل فيهم وأسر ابن لأبي السرايا ابن حمدان وغنم عسكرهم وتفرق جميعهم ودخل مونس الموصل لأربع خلون من صفر وأعطى أصحابه الصلات التي كان وعدهم بها مع الزيادة وصار في عكسره خلق كثير من غلمان ابن حمدان ورجاله وتوجه أبو العلاء بن حمدان وأبو السرايا إلى بغداد مستنجدين للسلطان وانحاز الحسين بن عبد الله بن حمدان إلى جبال معلثايا واجتمع إليه بها بعض غلمانه وغلمان أهله فسار إليه يلبق
(١١٩)