وكانت ولايته الخلافة أربعا وعشرين سنة وأحد عشر شهرا وولد أبا العباس الراضي محمدا والعباس أبا أحمد وهارون أبا عبد الله و عبد الواحد أبا على وإبراهيم أبا إسحاق المتقى والفضل أبا القاسم المطيع وعليا أبا الحسن وإسحاق أبا يعقوب و عبد الملك أبا محمد و عبد الصمد ولم يذكر الفرغاني جميعهم وإنما ذكر ستة منهم وبقى مونس في مضاربه بباب الشماسية ولم يدخل بغداد حتى أقام القاهر للخلافة واستأمن إليه القواد المنهزمون عن المقتدر فآمنهم وانقطع الطلب عن جميعهم وسكن الناس وهدنهم وأظهر الأسف لما دار في أمر المقتدر وجمع القواد للمشورة في الخليفة بعده ودار الرأي بينهم في ذلك وأمر مونس باحضار بلال بواب دار ابن طاهر التي كان فيها أولاد الخلفاء وسأله عمن فيها من أولاد الخلفاء فذكر جماعة فيهم محمد القاهر فمال هواهم إليه وكان مونس قد كرهه ونهاهم عنه فقالوا هو كهل ولا أم له ونرجو أن تستقيم أمورنا معه فأطاعهم فيه وأجابهم إليه وأحضروه على ما سيقع بعد هذا ذكره * قال وحدثني أبو الفهم ذكى أن رشيقا الأيسر وكان الذي أقبل بالقاهر من دار ابن طاهر لولاية الخلافة وكان مقدما على الحرم حكى له بأن رأيهم اجتمع بعد مخاوضة طويلة على القاهر وعلى أبى أحمد بن المكتفى * قال ذكى ووجهوني فيهما ليتكلم مونس مع كل واحد منهما خاليا فمن ظهر لهم تقديمه منهما قدم فتوجه ذكى فيهما فلما صاربهما؟؟ في بعض الطريق قال القاهر لأبي أحمد بن المكتفى لست أشك في أنا انما دعينا التعرض على كل واحد منا الخلافة فعرفني بما عندك فان كنت راغبا فيها أبيت أنا منها إذا دعيت إليها ثم كنت أول من يبايعك فقال له أبو أحمد ما كنت بالذي أتقدمك وأنت عمى وكبيري وشيخي بل أنا أول من يبايعك فلما تحقق عند القاهر مذهبه بنى أمره عليه ثم لما صار إلى مونس وحاشيته بدؤا بمخاطبة أبى أحمد لفضل كان فيه وعرضوا الامر عليه فأبى من تقلده ولم تكن رغبتهم فيه ثابتة إذ كانت له والدة وقد علموا ما كانت تحدثه والدة المقتدر في الخلافة فعقدوا الامر للقاهر بالله * قال وذكر لي ابن زعفران انه حضر ذلك وأن القاهر أجلس في خيمة بإزاء خيمة مونس ولم تزل المراسلات بينهما
(١٢٦)