يلبق فالتاثا على مونس واستوحشا منه وباطنا عليه من كان بحضرة الخليفة مثل مفلح والوزير ابن القاسم وغيرهما وراسلا ياقوتا وولده وابن الخال وغيرهم واتصل ذلك بمونس وصح عنده فأوحشه ذلك من المقتدر وممن كان معه ثم سألت الحجرية والساجية المقتدر بما أحكمه لها ابنا رائق بأن يصلوا إليه كما جلس للسلام واستعفوه من يبلق وطعنوا على مونس في ضمهم إليه فلما كان يوم الاثنين لخمس خلون من المحرم جلس المقتدر للسلام ووصل إليه الناس ووصلت إليه الحجرية والساجية وصرف عنهم يلبق ولم يخلع عليه وأظهر المقتدر الانفراد بأمره والاستبداد برأيه فانكشف لمونس الامر وصح عنده ما دبر عليه وعلم أنه مطلوب ولما كان يوم الخميس لثمان خلون من الشهر جلس المقتدر أيضا للسلام فخرج مونس إلى باب الشماسية وعسكر بها ونهب أصحابه دار الوزير الحسين بن القاسم وبلغ ذلك المقتدر فأمر بشحن القصر بالرجال ونودي فيمن سخط عليه من الرجالة بالرضا عنهم فظفروا ووعدوا بزيادة دينار على النوبة ووعد الفرسان بزيادة خمسة دنانير على الرزق فظهر الرجالة وقوى أمر الخليفة واستتر أصحاب مونس ولحق به خاصته وخرج إليه يلبق فلما كان يوم الجمعة لتسع خلون من الشهر وتمت صلاة الناس في الجامع ركب المقتدربين الظهر والعصر في قباء تاختج وعمامة سوداء وعلى رأسه شمسة تظله وبين يديه أولاده الكبار ركبانا وهم سبعة وجميع الامراء والقواد معه وبين يديه فسار من باب الخاصة إلى المجلس الذي في طرف الميدان وقد ضرب له قبة شراع ديباج فدخلها ثم انصرف وظهر للعامة ودعا الناس له وبعث مونس بشرى خليفته إلى المقتدر يوم السبت مترضيا له ومعتذرا إليه بأنه لم يخرج خالعا ولا عاصيا وإنما خرج فارا من المطالبة له فقبض على بشرى وصفع وقيد فلما اتصل الخبر بمونس زاد في إيحاشه ونفاره وأمر بوضع العطاء في أصحابه ودخلوا السوق ليبتاعوا السلاح وما يحتاجون إليه فمنعوا من ذلك حتى وجه مونس من قواده إلى المدينة من حضر ابتياعهم لما أرادوا ثم انتقل مونس إلى البردان وزال عنه كثير من جيشه إلى دار السلطان وكان ممن رجع عنه أبو دلف
(١١٦)