صلة تاريخ الطبري - القرطبي - الصفحة ١١٣
فلما نظر إليهم ابن كيغلغ قال لمن حوله أوقعوا عيني على الاشكرى فأروه إياه فقصده وحده وكان الديلمي شديد الخلق فلما نظر إليه مقبلا سأل عنه فقيل له هذا ابن كيغلغ فبرز كل واحد منهما لصاحبه ورمى الديلمي أبا العباس بن كيغلغ بمزراق كان في يده فأنفذ ما كان يلبسه ووصل إلى خفه فأنفذ عضلة ساقه وأثبتها في نداد سرجه فحمل عليه ابن كيغلغ وضربه بسيفه على أم رأسه فانصرع عن دابته وأخذ رأسه وتوجه به بين يديه فتفرق أصحاب الديلمي وتراجع أصحاب ابن كيغلغ ودخل أصبهان والرأس قدامه فوضع أهل المدينة سيوفهم ورماحهم في الديالمة الذين حصلوا بها فقتلوا عن آخرهم ونزل ابن كيغلغ في داره واستقام أمره وحسن أثره عند المقتدر وأعجب الناس ما ظهر من شجاعته وبأسه مع كبر سنه * ولعشر بقين من شعبان ورد الخبر بأن القرامطة صاروا إلى الكوفة ونزلوا المصلى العتيق وعسكروا به وأقاموا وسارت قطعة منهم في مائتي فارس فدخلوا الكوفة وأقاموا بها خمسة وعشرين يوما مطمئنين يقضون حوائجهم وقتلوا بها خلقا كثيرا من بنى نمير خاصة واستبقوا بنى أسد ونهبوا اهراء فيها غلات كثيرة للسلطان وغيره * وفى هذه السنة وصل زكرى الخراساني إلى عسكر سليمان بن أبي سعيد الجنابي فجاز له عليهم من الحيلة والمخرقة ما افتضحوا به وعبدوه ودانوا له بكل ما أمرهم به من تحليل المحارم وسفك الرجل دم أخيه وولده وذوي قرابته وغيرهم وكان السبب في وصوله إليهم أن القرامطة لما انتشروا في سواد الكوفة وانتهوا إلى قصر ابن هبيرة فأسروا جماعة من الناس كانوا يستعبدون من يأسرونه ويستخدمونهم وكان له عرفاء على كل طائفة منهم فأسر زكرى هذا فيمن أسر وملكه بعض العرفاء المترأسين عليهم فلما أراد الاستخدام به تمنع عليه وأسمعه ما كره فلما نظر إلى قوة كلامه وجرأته هابه وأمسك عنه وأنهى خبره إلى الجنابي سليمان فأحضره من وقته وخلابه وسمع كلامه ففتنه ودان له وأمر أصحابه بأن يدينوا له ويتبعوا أمره وحمله في قبة وستره عن الناس وشغل خبره القرامطة وانصرفوا به راجعين إلى بلادهم وهم يعتقدون أنه يعلم الغيب ويطلع على ما في
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سنة 291 ذكر ما دار في هذه السنة من أخبار بني العباس 2
2 سنة 292 6
3 سنة 293 7
4 سنة 294 11
5 سنة 295 ذكر علة المكتفى بالله وما كان من أمره إلى وقت وفاته 13
6 ذكر وفاة المكتفى 16
7 خلافة المقتدر 16
8 سنة 296 18
9 ذكر البيعة لابن المعتز 20
10 سنة 297 23
11 سنة 298 24
12 سنة 299 وذكر القبض علي ابن الفرات 26
13 سنة 300 ذكر الخبر بانخساف جبل بالدينور وكتاب صاحب البريد يذكر أن بغلة وضعت فلوة 27
14 سنة 301 29
15 سنة 302 33
16 سنة 303 38
17 سنة 304 42
18 ذكر القبض على علي بن عيسى الوزير وولاية علي بن الفرات ثانية 43
19 سنة 305 44
20 سنة 306 49
21 سنة 307 54
22 سنة 308 56
23 سنة 309 59
24 ذكر خبر الحسين بن منصور الحلاج وما آل إليه أمره من القتل والمثلة 60
25 سنة 310 75
26 سنة 311 76
27 سنة 312 82
28 ذكر القبض على ابن الفرات وابنه وقتلهما 83
29 سنة 313 87
30 ذكر القبض على الوزير الخاقاني وولاية أحمد الخصيبي 88
31 سنة 314 88
32 ذكر القبض على الوزير الخصيبي وولاية علي بن عيسى الوزارة 89
33 سنة 315 90
34 سنة 316 93
35 ذكر القبض على علي بن عيسى الوزير وولاية محمد بن علي بن مقلة الوزارة 93
36 ذكر الحوادث التي أحدثها القرامطة بمكة وغيرها 95
37 سنة 317 97
38 ذكر صرف المقتدر إلى الخلافة 100
39 سنة 318 102
40 ذكر الإيقاع بجند الرجالة ببغداد 103
41 ذكر صرف ابن مقلة عن الوزارة وولاية ابن مخلد 104
42 سنة 319 109
43 ذكر القبض على سليمان بن الحسن الوزير وتقليد الكلواذي الوزارة 112
44 ذكر صرف الكلواذي عن الوزارة وتقليدها الحسين بن القاسم 114
45 سنة 320 115
46 ذكر عزل الوزير الحسين بن القاسم وتقديم الفضل بن جعفر مكانه والتياث الأحوال ببغداد 120
47 ذكر مسير مونس إلى بغداد وقتل المقتدر 122
48 ذكر البيعة لمحمد القاهر 127