عليه ومضى في الخلع التي كانت عليه إلى الدار التي كان يسكنها ابن الفرات والوزراء بعده ثم نزل منها إلى طياره ومضى إلى منزله فأقر عبيد الله الكلواذي على دواوين السواد والأهواز وفارس وكرمان وأقر كثيرا ممن كان على سائر الدواوين وقلد ابنه أحمد بن سليمان ديوان المشرق واستخلف له عليه من يتولاه له وقلد ابنه أبا محمد ديوان الفراتية وقلد أبا العباس أحمد بن عبيد الله الخصيبي الاشراف على أعمال فارس وكرمان ورد التدبير إليه فكان يعزل ويولى وقلد أبا بكر محمد بن علي الماذررائى أعمال مصر فسار سيرة جميلة وعضده علي بن عيسى برأيه وكان على يجلس للمظالم منذ خرج من الحبس إلى وقته ذلك ثم اتصل قعوده مدة (وفى جمادى الآخرة) من هذا العام شغب الفرسان وصاروا إلى دار علي بن عيسى فنهبوا اصطبله وقتلوا عبد الله بن سلامة حاجبه ثم إن الرجالة السودان طلبوا الزيادة على ما كان رسم لهم وشغبوا وحملوا السلاح فسار إليهم محمد بن ياقوت ورفق بهم وداري أمرهم فلم يقنعهم ذلك وبقوا على حالهم وامتدوا إلى الفرسان وقاتلوهم فتقدم إليهم سعيد بن حمدان وجماعة من أصحاب ابن ياقوت ورشقوهم بالنشاب وأدخلوا إلى منازلهم النار فهربوا إلى النهران وقطعوا الجسر بعد أن قتل منهم خلق كثير ثم ساروا إلى واسط وتجمع إليهم خلق كثير من البيضان ولحق بهم جماعة من قوادهم ورأسهم نصر الساجي وطالبوا عمال ذلك الجانب بالأموال فندب السلطان للشخوص إليهم مونسا المظفر فخرج إليهم ورفق بهم ودعاهم إلى القناعة بما رسمه السلطان لهم فأبوا ولجوا في غيهم واجتمعوا في مصلى واسط من الجانب الغربي وحفروا الآبار حوالي عسكرهم وفجروا المياه وأقاموا النخل المقطوع منصوبة في الطرق المسلوكة إليهم ليمنع الخيل من التقحم عليهم فعبر مونس حتى نزل بقربهم ثم سار إليهم بمن كان معه على الظهر وفى الماء على مخاضة وجدوها ووضعوا فيهم السيف فقتل أكثرهم وغرق بعضهم وأسر رئيسهم نصر الساجي وأخذ ابن أبي الحسين الديراني واستأمن بعض السودان فنقلهم مونس وفرقهم في النواحي وأقر علي بن يلبق على شرطة واسط
(١٠٥)