وقامت عليه بثمانية عشر ألف دينار ثم أهداها إلى أبى عبد الله بن المقتدر وهى تساوى ثلاثين ألف دينار وصنع له فيها ولأخيه أبى العباس يوم أهداها إليه وخرجا معه إليها في وجوه القواد والغلمان فأقاموا بها يومين وأنفق عليهم نصر مالا جسيما ووصل الغلمان والخدم بصلات سنية وحمل بعضهم على خيل بسروجها ولجمها قال وحكى لي بعض وكلائه أنه أحصى ما ذبح في هذين اليومين من جمل وجدى وطير وغير ذلك من صنوف الدراج والطائر فبلغ ذلك أربعة آلاف رأس قال الصولي ولما خلع على أبى عبد الله هارون للولاية وصح عزمه على الخروج دعاني إلى المسير معه والكون في عديد صحبه فكره ذلك الأمير أبو العباس بن المقتدر فاعتللت على أبى عبد الله فغضب على وقطع اجراءه عنى قال ثم بلغني أن خروجه غير تام فكتبت إليه بقصيدة فيها تشبيب حسن ومديح مثله واجتلب الصولي جميع القصيدة في كتاب الورقة الذي ألفه بأخبار الدولة فرأيت إثبات أبيات منها في هذا الكتاب ليستدل بمباطنة الصولي لهم على علمه بأخبارهم وحفظه لما جرى في أيامهم فليس المخبر الشاهد كالسامع الغائب ومن قصيدة الصولي ظلم الدهر والحبيب ظلوم * أين من ذين يهرب المظلوم عطفت باللقاء ريح بعاد * فاستهلت على فؤادي الهموم يا سقيم الجفون أي صحيح * لم يدعه هواك وهو سقيم أحرام عليك وصلى أم السائل * وصلا مباعد محروم قد كتمت الهوى وأصعب شئ * إن تأملته هوى مكتوم فمتى أخصم الحبيب وأيامي * بما يشتهى على خصوم لأبي عبد الله هارون عندي * حادث من فعاله وقديم هو بدر السماء يطلع في سعد * المعالي والناس فيها نجوم ورث المجد عن خلاف غر * سبعة ما يعد فيهم بهيم يا نسيم الحياة أنت لايامين * إذا ما ركدن عنى نسيم قد تذوقت منك طعم نوال * مثله لأعدمته معدوم
(١٠٨)