الله وجنة منصوبة لأولياء الله ورأسا منقولا إلى دار خلافة الله استنزلوه من معقل إلى عقال وبدلوه آجالا من آمال وقد بما غذت العصبية أبناءها فحلبت عليهم درها مرضعة وركبت بهم مخاطرها موضعة حتى إذا وثقوا فأمنوا وركبوا فاطمأنوا وامتد رضاع وآن فطام فجرت مكان لبنها دما وأعقبتهم من حلو غذائها مرا ونقلتهم من عز إلى ذل ومن فرحة إلى ترحة ومن مسرة إلى خسرة قتلا وأسرا وغلبة وقسرا وقل من أوضع في الفتنة مرهجا واقتحم لهبها موجحا الا استلحمته آخذة بمخنقه وموهنة بالحق كيده حتى جعلته لعاجله جزرا ولآجله حطبا وللحق موعظة وعن الباطل مزجرة أولئك لهم خزى في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد وما الله بظلام للعبيد وورد الخبر في ذي الحجة بوثوب أصحاب أسفار بن شيرويه الديلمي المتغلب على الري عليه واعتزامهم على قتله وأنه هرب في نفر من خاصته وغلمانه فصار مكانه إلى الري ديلمي يقال له مرداويج بن زيار * ومن الحوادث في هذه السنة أن الحريق وقع ليلة الأحد لاحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى في دار محمد بن علي بن مقلة التي كان بناها بالزاهر على شاطئ دجلة ويقال إنه أنفق فيها مائتي ألف دينار فاحترقت بجميع ما كان فيها واحترقت معها دور له قديمة كان يسكنها قبل الوزارة وانتهب الناس ما بقى من الخشب والحديد والرصاص حتى صارت مستطرقا للسابلة من دجلة وبطل على السلطان ما كان يصير إليه من إجارات الزاهر وذلك جملة وافرة في السنة ثم أمر السلطان بسد أبوابها ومنع السابلة من تطرقها وتحدث الناس بأن محمد بن ياقوت فعل ذلك لضغن كان لمحمد بن علي بن مقلة عنده في قلبه * وفيها خلع المقتدر على ابنه أبى عبد الله هارون لتقلد فارس وكرمان يوم الاثنين لست بقين من شوال وركب في الخلع إلى داره المعروفة بجرادة بقرب الجسر وكان المقتدر قد ثقف ولده هذا بنصر الحاجب وجعله في حجره فلما مات نصر تكفل أمره ياقوت كما كان يتكفله نصر قبله إلا أن نصرا كان يهدى له ويتقرب إليه قال الصولي أنا شهدت نصرا الحاجب قد اشترى ضيعة على نهر ديالى والنهروان يقال لها قرهاطية كانت للنوشجاني فاشتراها حصصا وأقساما
(١٠٧)