غديرهم: حالهم، كقولهم: جاري لا تستنكري غديري، يريد حالي، وقال أبو الندى: أغار شقيق ابن جزء الباهلي على نبي ضبة بسلى وساجر، وهما روضتان لعكل، وضبة وعدي وعكل وتيم حلفاء متجاورون، فهزمهم وأفلت عوف بن ضرار وحكيم بن قبيصة بن ضرار بعد أن جرح وقتلوا عبيدة بن قضيب الضبي، وقال شقيق بن جزء:
لقد قرت بهم عيني بسلى وروضة ساجر ذات العرار جزيت الملجئين بما أزلت من البؤسى رماح بنى ضرار وأفلت من أسنتنا حكيم جريضا مثل إفلات الحمار كأن غديرهم بجنوب سلى نعام قاق في بلد قفار سلى وسلبرى: بكسر أوله وثانيه وتشديده، وقصر الألف، وعن محمد بن موسى: سلى، بالضم، وفتح اللام: وهو جبل بمناذر من أعمال الأهواز، فذكرته فيما بعد مع سلبرى، وكانت به وقعة للخوارج مع المهلب بن أبي صفرة، وسلبرى، بكسر أوله وثانيه وتشديده، وباء موحدة، وراء مفتوحة، وألف مقصورة، وقد ذكر فيما بعد عند سليماناباذ إلا أن هذا الموضع أولى به لان مجموع اللفظين موضع واحد من نواحي خوزستان قرب جنديسابور، وهي مناذر الصغرى، والوقعة التي كانت بها كانت من أشد وقعة بين الخوارج والمهلب، كانت أولا على المهلب حتى بلغ فله البصرة ونعوه إلى أهلها وهر أكثر أهل البصرة خوفا من ورود الخوارج عليهم ثم ثبت المهلب وضم إليه جمعه وواقعهم وقعة هائلة قتل فيها عبيد الله بن الماخور أمير الخوارج، وكانوا يسمونه أمير المؤمنين، وسبعة آلاف منهم وبقي منهم ثلاثة آلاف لحقت بأصبهان، وفى ذلك يقول بعض الخوارج:
بسلى وسلبرى مصارع فتية كرام، وعقرى من كميت ومن ورد وقال آخر:
بسلى وسلبرى مصارع فتية كرام، وقتلى لم توسد خدودها ووجد بعض بنى تميمي عبد الله بن الماخور صريعا فعرفه فاحتز رأسه ولم يعلم به المهلب وقصد به نحو البصرة وجاء المظفر بالبشارة فلقيه في الطريق قوم من الخوارج جاؤوا مددا فسألوه عن الخبر وهو لا يعرفهم فأخبرهم بمقتل الخوارج وقال لهم: هذا رأس ابن الماخور في هذه المخلاة، فقتلوا التميمي ودفنوا الرأس في موضعه وانصرفوا، وولى الخوارج أخاه الزبير بين الماخور، وقال رجل من الخوارج:
فإن تك قتلى يوم سلى تتابعت فكم غادرت أسيافنا من قماقم غداة نكر المشرفية فيهم بسولاف يوم المأزق المتلاحم وقال رجل من أصحاب المهلب يذكر قتل عبيد الله ابن الماخور:
ويوم سلى وسلبرى أحاط بهم منا صواعق لا تبقى ولا تذر حتى تركنا عبيد الله منجدلا كما تجدل جذع مال منقعر سلاب: موضع في قول حبيب الهذلي:
ولقد نظرت ودون قومي منظر من قيسرون فبلقع فسلاب