فالغدير دعم أمورا، وأزال أوهاما، وأقر حقائق، وأثبت أشياء كنا نجهلها، ودحض أقوالا مشينا عليها قرونا عديدة ونحن نقول: اي هكذا خلقت - لا نعلم لها مأتى ولا نفكر بأسرارها.
والحوادث يجب أن تعطينا أخبارا تجعلنا نبني عليها صرحا متينا من التفكير والتعمق بما جرى وما وقع.
وكل ذلك أصبح من الضروري للباحث أن يعلمه ويفقهه لا ليثير خلافا، ولا لينبش أحقادا، وإنما ليبين للناس ما هو الحق؟! ومن هم شيعة المرتضى؟!
ومن أين أتاهم ذلك الحب للبيت الطاهر النبوي؟! وما منشأ العاطفة؟! وما هي الأشياء التي نسبت إليهم إفكا وزورا؟!
نعم للباحث أن يعلم هذا ويسير وراء الوعي ويدع العاطفة جانبا، ويأخذ من أخطاء الماضي درسا للحاضر ووصايا لأبناء هذا الجيل تكلمهم: أن الخلاف منشأ التفرقة، وأن التباغض معول يهدم الوحدة، ويقضي على الاعتصام، ويدع المسلمين لأحب بينهم ولا إخاء يجمعهم، كل يعمل لمصلحة قومه، وتدعيم آراء من يحب، ويدعون ناحية الأخلاق، ولا يقيمون لها وزنا.
فبالأخلاق تعرف الأمم، وبالأخلاق يكون السمو، وعليها يبنى العز، وبغيرها فلا نجاح لنا، وطالما الرسول الأعظم وآله الأطهار دعونا إليه وحضونا على التمسك بالاتحاد، والقرآن ينادي: * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) * ويقول: * (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) *. * (وتلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم) * * (ولا تزر وازرة وزر أخرى) * * (واتقوا وكونوا مع الصادقين) *.
وإنني لا يسعني قبل أن يجف القلم إلا أن أقوم بما يجب علي من تقديم الشكر والثناء على جهود مؤلفه العلامة الحجة سماحة الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي على ما أسداه للعصر وللأجيال مؤلفه، مما يدل على غزارة علم، ووفرة فهم، واستطلاع واسع، واستقراء بعيد المدى، وسبك بارع، فجزاه الله أحسن الجزاء، وجعل مؤلفه يدعو إلى الحقيقة وإلى الوحدة معا، وبغيته جمع الكلمة