السيد محسن الحكيم خطاب تفضل به سيدنا الشريف المبجل آية الله السيد محسن الحكيم " وانه لأريض للفضل " حياه الله وبياه نذكر نص خطابه شكرا لسماحته واكبارا لمقامه الأسمى.
(1) الحمد لله كما هو أهله، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد: فإن من أعظم ما أنعم به الله جل وعز على هذه الفرقة المحقة والطائفة الحقة أن أتاح لها في كل عصر منها رجالا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن الجهاد في سبيلها والقيام بحقها، والعمل على إعلاء كلمتها، ورفع مقامها، فحققوا حقائقها، وبلغوا رسالتها، وأقاموا الحجة لها على غيرها، كل ذلك بالرغم مما منيت به من أشياء من شأنها أن تحول بينهم وبين ذلك كله لولا العناية الربانية.
وإن من فحول هذه الزمرة المجاهدة مؤلف كتاب (الغدير) المحقق الفذ العلامة الأوحد الأميني دام تأييده وتسديده، وقد سرحت النظر في أجزائه المتتابعة فوجدته كما ينبغي أن يصدر من مؤلفه المعظم، وألفيته كتابا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بتوفيق من عزيز عليم، ولقد توفق كل التوفيق في قوة حجته، وشدة عارضته، وروعة أسلوبه، وجمال محاورته. وقد ضم إلى حصافة الرأي جودة السرد، وإلى بداعة المعاني قوة المباني، وتفنن في المواضيع المختلفة فوردها سديدا وصدر عنها قويما.
فجدير بالمسلم المثقف الذي يرتاد الحقيقة ويتطلب الأمر الواقع أن يقرأه ويستنير بضوئه، وحقيق بمؤلفه الموفق أن يشكر الله تعالى على توفيقه وعنايته ورعايته، وجزاه الله على عظيم خدمته خير جزاء المحسنين، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
محسن الطباطبائي الحكيم