السيد محمود الفيروز آبادي، وآية الله السيد أبي تراب الخوانساري وآية الله الميرزا علي الأيرواني، وآية الله الشيخ محمد حسين النائيني، قدس الله أسرارهم.
إن ارتباطه المعنوي وإخلاصه الفريد وحبه المنقطع لأهل البيت (عليهم السلام)، الذي ورثه عن آبائه كابرا عن كابر، صيره أن يسبر مطامر الكتب ويغوص بحار التأريخ ليستخرج من كنوزه اللآلئ النضيدة والجواهر الفريدة حتى فاق أقرانه، وحاز قصب السبق في مضماره وأدى حبه لأهل البيت (عليهم السلام) وعشقهم إلى أن بز أقرانه.
وقد أغنى المكتبة الإسلامية والعربية بسفره الخالد " الغدير " وربط مجهوده الحلقات المفقودة من التراث الإسلامي المنيف، والذي أصبح من ذخائر العصر، والمرجع الفريد للقرن الرابع عشر الهجري.
أول كتاب قيم طبع له " شهداء الفضيلة " سنة 1355 ه في النجف الأشرف بحث فيه وترجم حياة مائة وثلاثين شخصية علمية إسلامية نالت شرف الشهادة من أجل الدفاع عن مذهب الحق مذهب أهل البيت (عليهم السلام).
وقد قرظ كتابه البارزون من علماء النجف الأشرف في عصره وغيرهم.
ومما يلفت النظر إن من يطالع هذا الكتاب يجد العدد الكبير من الشخصيات الفذة ورجالات العلم والأدب والتاريخ الذين جاهدوا بكل ما أوتوا من قدرة في سبيل الدفاع عن حق أهل البيت حتى سفكت دماؤهم وزهقت أرواحهم.
وقد يتصور البعض أن معظم العلماء يقبعون في زوايا مكتباتهم منهمكين في الدرس والتدريس واستخراج الأحاديث والروايات، وبعيدين كل البعد عما يدور حولهم، ولكن حينما يطالع كتاب " شهداء الفضيلة " يجد أنه ما أكثر الذين قدموا النفس والنفيس في مجاهدة المنحرفين بكل ما عندهم من إمكانات وطاقات في سبيل إحياء مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وتراثهم، وحتى سفكت دماؤهم.
وأعظم كتاب صدر للعلامة الأميني موسوعة " الغدير "، وما أدراك ما الغدير؟ فإنه وإن كان يبحث عن واقعة يوم الغدير وسرد حياة رواته، إلا أنه توسع في بحثه وضم بين دفتيه معارف، وحكم، وتاريخ، وأدب، وتتبع الوقائع،