الدرجات الرفيعة في طبقات الامامية من الشيعة: السيد المرتضى أبو القاسم علي بن أبي أحمد الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ذي المجدين علم الهدى. كان أبوه النقيب أبو أحمد جليل القدر عظيم المنزلة في دولة بني العباس ودولة بني بويه. وأما والدة الشريف المرتضى، فهي فاطمة بنت الحسين بن أحمد بن الحسن الناصر الأصم، وهو أبو محمد الحسن بن علي بن [الحسن بن علي بن] (1) عمر الأشرف ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وهي أم أخيه أبي الحسن الرضي.
وكان الشريف المرتضى أوحد أهل زمانه فضلا وعلما وكلاما وحديثا وشعرا وخطابا وجاها وكرما إلى غير ذلك.
وولد قدس سره في رجب المرجب سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وقرأ هو وأخوه الرضي على ابن نباتة صاحب الخطب الآتي ذكره وهما طفلان، ثم قرا كلاهما على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قدس سره.
وكان المفيد رأى في منامه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله دخلت إليه وهو في مسجد في الكرخ، ومعها ولداها الحسن والحسين عليهما السلام صغيرين فسلمتهما إليه وقالت: علمهما الفقه، فانتبه وتعجب من ذلك، فلما تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا دخلت إليه في المسجد فاطمة بنت الناصر وحولها جوارها وبين يديها ابناها علي المرتضى ومحمد الرضي صغيرين، فقام إليها وسلم عليها، فقالت له: أيها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما إليك لتعلمهما الفقه، فبكى الشيح وقص عليها المنام وتولى تعليمهما وأنعم الله تعالى عليهما، وفتح الله لهما من أبواب العلم والفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا، وهو باق على ما بقى الدهر.
وذكر الشيخ الشهيد في أربعينه، فقال: نقلت من خط السيد العالم صفي