وأيضا ما روي عنه، عليه السلام، أنه قال لام سلمة، وقد سئلت عن قبلة الصائم:
هل أخبرته أني أقبل وأنا صائم وإنما ذكر ذلك تنبيها على قياس غيره عليه.
وأيضا ما روي عنه أنه أمر سعد بن معاذ أن يحكم في بني قريظة برأيه، وأمرهم بالنزول على حكمه، فأمر بقتلهم، وسبي نسائهم، فقال عليه السلام:
لقد وافق حكمه حكم الله.
وأيضا ما روي عنه، عليه السلام، أنه قال: لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فجملوها وباعوها وأكلوا أثمانها حكم بتحريم ثمنها، باعتبار تحريم أكلها.
وأيضا ما روي عنه، عليه السلام، أنه علل كثيرا من الاحكام، والتعليل موجب لاتباع العلة أين كانت، وذلك هو نفس القياس.
فمن ذلك قوله عليه السلام: كنت نهيتكم عن ادخار لحوم الأضاحي لأجل الدافة، فادخروها. وقوله: كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها، فإنها تذكركم بالآخرة.
ومنا قوله لما سئل عن بيع الرطب بالتمر: أينقص الرطب إذا يبس؟ فقالوا:
نعم. فقال: فلا إذا.
ومنها قوله (كي لا يكون دولة بين الأغنياء معكم).
ومنها قوله في حق محرم وقصت به ناقته: لا تخمروا رأسه ولا تقربوه طيبا، فإنه يحشر يوم القيامة ملبيا.
ومنها قوله في حق شهداء أحد: زملوهم بكلومهم ودمائهم، فإنهم يحشرون يوم القيامة، وأوداجهم تشخب دما، اللون لون الدم، والريح ريح المسك.